بواسطة
أجري الحوار: علي عليوه
أكد المهندس حسن الشامي رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية أن الذكاء الإصطناعي إنجاز بشري مهم وأنه اقتحم مجالات عديدة في حياتنا منها الطب والقطاع المالي والصناعة والألعاب المسلية.
وحذر في مقابلة مع “جريدة الأمة الإليكترونية” من سلبيات بعض الإستخدمات غير المنضبطة للذكاء الإصطناعي والتي تدعو للكراهية بين البشر والعنف وهو ما يتطلب سن قوانين تلتزم بها دول العالم لمنع هذه الإستخدامات ووضع عقوبات لمرتكبيها .
وفيما يلي نص المقابلة ..
الأمة: ما تعريف الذكاء الإصطناعي ؟
-يُعد الذكاء الإصطناعي (AI) تقليداً للذكاء البشريّ اذ يعتمد على إنشاء وتطبيق خوارزميّات تُنفّذ في بيئة الحوسبة الديناميكية. والغرض منه هو تمكين أجهزة الحاسوب من التفكير والتصرّف مثل البشر.
الأمة : ما هي مجالات إستخدام الذكاء الإصطناعي؟
-يُستخدم الذكاء الإصطناعي في مجالات عديدة، حيث يُستَخدم في كاميرات الهواتف الذكيّة، ويتدخّل لإلتقاط المشاهد بدقّة، أو لتثبيت الصورة أو تعزيز دقّة التكبير.
ويُعدّ التعرّف على الوجه تقنيّة أخرى أصبحت ممكنة بفضل الذكاء الاصطناعي، وتُستخدم للتعرّف على مستخدمي الهاتف المحمول، وعلى نطاق أوسع للتعرّف على الوجوه، في المطارات على سبيل المثال.
وهناك تطبيقات خاصة بالذكاء الاصطناعي تُستَخدم في الجيش والقطاع الماليّ والطب والروبوتات والألعاب الالكترونيَّة والنقل والصناعات.
وأما في صناعة المواد الغذائيّة، فإنَّ الذكاء الإصطناعي يُساعد المطاعم على التنبؤ بذوق المستهلكين ويُشَجِّع على الابتكار بالتوافق مع الصيحات الجديدة في عالم الطعام.
ولا تقتصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) على ذلك فحسب، فإنّ الفنّ في عالمنا المتصل ليس محصّناً ضدّ موجة انتشار الذكاء الاصطناعي .
إذ يتدخّل الذكاء الاصطناعي في عدّة أنشطة تتعلّقُ بالفن، كتقييم الأعمال، والإبداع، وحتى الإستنساخ ،ويُستخدم الذكاء الإصطناعي في مجالات تتجاوز حدود خيالنا.
الأمة :هل يتطلب التعامل مع تطبيقات الذكاء الإصطناعي إمتلاك المستخدم مهارات خاصة ؟
– هناك مهارات يجب تنميتها لدي المستخدم والمتعامل مع الذكاء الاصطناعي منها القدرة علي الإبداع والعقلية المبتكرة، العقلية التحليلية، مهارات القيادة ،و الذكاء العاطفي ، والذهن المنفتح والاستعداد لتبنّي التغيير.
الأمة : هل للذكاء الإصطناعي تأثير على المجتمع ؟
-عند ظهور تكنولوجيا جديدة يكون لها تأثير على حياتنا لاسيما الذكاء الاصطناعي فله تاثيرعلى المجتمع، فقد أدي ظهوره إلى إحداث ثورة هائلة في العالم الرقمي.
ولم يعد الذكاء الاصطناعي (AI) مجرد رفاهية، فالذكاء الإصطناعي أصبح يحيط بنا في حياتنا اليومية بشكل كبير.
ولوجود الذكاء الاصطناعي في حياتنا تأثير كبير على مجتمعاتنا بشكل ما، ولكن يخشى البعض من الموازنة بين الجانب الإيجابي والسلبي للذكاء الاصطناعي.
الأمة : ماهي التأثيرات الإيجابية للذكاء الإصطناعي على المجتمع؟
ـ من التأثيرات الإيجابية زيادة الإنتاجية فمعظم الشركات والمصانع تهدف إلى زيادة الإنتاجية مع خفض التكاليف لتعزيز وتحسين الكفاءة وتحقيق الربح، ويتركز الحل الأمثل في تطبيقات الذكاء الإصطناعي.
حيث أن للذكاء الإصطناعي تطبيقات عديدة لها القدرة على تحسين كفاءة العمل بشكل كبير أفضل مما يقوم به البشر.
فعندما تقوم الآلات بعمل المهام الروتينية والتي تحتاج إلى مجهود بدني ويقوم البشر بالمهام التي تحتاج إلى الإبداع والعواطف يعمل ذلك علي زيادة الإنتاجية.
بالإضافة إلى تحقيق الرضا الوظيفي للموظفين عندما يقومون بعمل يتطلب الإبداع والتفكير.
الأمة : هل للذكاء الإصطناعي فوائد أخري؟
– من الفوائد تقليل الأخطاء فإستخدام الذكاء الإصطناعي في الشركات والبنوك له تأثير كبير على المجال المحاسبي، فالآلات تقوم بحل العمليات الحسابية المعقدة في وقت قليل وبدون أي أخطاء.
ويتم برمجة الآلات والروبوتات على مجموعة من الخوارزميات التي تقوم بجمع البيانات وتحليلها على مستوي عالي من الدقة، لهذا السبب فإن إمكانية حدوث أخطاء نادرة جدًا.
ومن الفوائد حماية بعض البشر من خلال قيام الروبوتات بعمل البشر ، حيث كان يوجد في السابق مهام تحتاج إلى مخاطرة بعض الأشخاص للقيام بها.
ولكن الآن يمكن إحلال الروبوتات محل البشر في الوظائف التي تحتوي على مخاطر مثل وظائف رجال المطافئ ورجال التنقيب والحفر والغوص في أعماق البحار والذهاب إلى الفضاء.
ومن الفوائد رعاية المرضي فالذكاء الاصطناعي له دور كبير في المساهمة في علاج بعض المرضي، حيث أن له قدرة على مراقبة وتشخيص بعض الحالات، ويتم إستخدامه في المؤسسات الطبية.
حيث يمكن للروبوتات أن تقوم ببعض العمليات الجراحية بالكامل بدون أي تدخل بشري، ويساهم ذلك في خفض التكاليف وتقليل الوقت.
ولا ننسى أن الذكاء الإصطناعي يستخدم في المستشفيات للإعتناء بالمرضى، حيث تقوم هذه التكنولوجيا بالعلميات الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان.
الأمة : هل للذكاء الإصطناعي تأثيرات سلبية على المجتمع؟
– مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي ازداد قلق العديد من الأشخاص بشأن فقدانهم لوظائفهم، حيث يزداد عدد الوظائف التي يتم تشغيلها آليًا.
ولهذا السبب يتوقع الجميع ارتفاع نسبة البطالة مع كل تطور جديد يظهر للذكاء الإصطناعي بسبب قدرته على إنجاز المهام بشكل أسرع وأدق من البشر.
فوفقًا لتقرير منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية، يمكن أن تتأثر 14٪ من الوظائف في العالم سلبيا بظهور الذكاء الاصطناعي.
كما أن للذكاء الإصطناعي علاقة بظهور التحيز ونقله للآخرين فالتحيز هو سلوكٌ تمييزي و التحاملٌ قد يكون موجودا في شخص ما، وبما أن الذكاء الاصطناعي من صنع البشر؛ فهو لا يخلو من التحيز والتحامل ضد فئات اخري من البشر.
فأثناء البرمجة، قد ينشئ المبرمجون خوارزمية تحمل التحيزات الشخصية الخاصة بهم، قد يفعلون ذلك بوعيٍ أو دون وعي، ولكن في كلتا الحالتين، يمكن ملاحظة مدىً معينٍ من هذا التحيز في الخوارزمية، مما يجعلها غير عادلة.
الأمة : هل للذكاء الإصطناعي علاقة بالإرهاب ؟
-الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي لهم دور في تطور وإنتشار الإرهاب، فهذه الوسائل أصبحت لا غنى عنها بالنسبة لمن يمارسون الإرهاب سواء كان ذلك لتجنيد المتابعين أو شراء الأسلحة أو نشر رسائل الكراهية وغيرها.
واستخدام مركبات ذاتية القيادة في الهجمات الإرهابية، واستخدام طائرات بدون طيار مع خاصية التعرف على الوجه، والأسلحة البيولوجية المستهدفة وراثيًا.
الأمة:هل هناك سلبيات أخري للذكاء الإصطناعي؟
– توجد سلبيات أخري منها أنه بقدر اتساع نطاق الأدوات أو التطبيقات التي ينطوي عليها الذكاء الاصطناعي بقدر ما يكبر أيضًا عدد المشكلات أو المخاطر التي يمكن أن تسببها وإحدى أكبر المخاوف من الذكاء الاصطناعي هي تهديد خصوصية البشر.
كما يلعب الذكاء الإصطناعي دورًا كذلك في تشكيل قراراتنا، كما أنه يقتحم مساحاتنا الخاصة، إذ تعمل بعض الأجهزة بخاصية مكبرات الصوت الذكية في المنزل، مثل Alexa وGoogle Home.
على الأوامر الصوتية، وتعرف ما يفعله المرء كل يوم، وتستخدم الهواتف كذلك خاصية التعرف على بصمة العين.
وهو مايجعل الذكاء الاصطناعي سلاحًا ذا حدين، إذ يمكن أن يعني حلًا لمشاكل الأمن السيبراني، وتحسين أدوات مكافحة الفيروسات، وتسهيل التعرف على الهجمات.
وأتمتة تحليل الشبكات والأنظمة، والمسح الإلكتروني، ولكن يمكنه كذلك أن يصبح أداة مفيدة جدًا للقراصنة والمخترقين.
ويساعد الذكاء الإصطناعي المتسللين على أن يصبحوا أكثر ذكاءً بشأن الطريقة التي ينفذون بها أنشطتهم الإجرامية.
الأمة :هل يهدد الذكاء الإصطناعي حرية الرأي والتعبير ؟
– اليوم معظم المعلومات نتلقاها عبر الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي ويمكن لمنصات التواصل الإجتماعية أو الأطراف الوسطاء التحكم في ما نستهلكه من معلومات.
ولذلك، فإننا قد لا نكون قادرين على اتخاذ قرار مستنير بسبب السرد المتحيز المقدّم لنا من هذه المنصات، ما يؤثر على حريتنا في الكلام والتعبير.
الأمة : كيف نحمي الإنسان من سلبيات الذكاء الإصطناعي ؟
– من الضروري ضبط مسار الذكاء الإصطناعي ليكون في خدمة البشر ونتجنب مساوئه بسن قوانين دولية تضبط هذا المسار وتجريم الإستخدامات السلبية التي تحض علي الكراهية اوتدعو للعنف أو التي تنتهك خصوصيات البشرفي حياتهم الخاصة .
