الأمة الثقافية

حسن مأمون.. شيخ الأزهر وشيخ الناصريين

الشيخ حسن  مصطفى مأمون (1894م – 1973م) القاهرة

،شيخ الجامع الأزهر، الذي تولى المشيخة من عام 1964 حتى 1969.

تولى منصب مفتى الديار المصرية في مارس 1955، قبل أن يجلس على كرسي مشيخة الأزهر عام 1963.. وهو أول من أصدر فتاوى التكفير والإعدامات.

أول من أساء لمنصب شيخ الأزهر، ويُعتبر أسوأ من جلس على كرسي المشيخة، في تاريخ الأزهر كله…

كان الشيخ يعمل ويخطب بحماس شديد، ويؤمن بالاشتراكية الناصرية وكتاب الميثاق، وقد حكى عنه الشيخ عبد الحميد كشك كثيرا، فقد كان نسخة دينية من الإعلاميين: أحمد موسى ومصطفى بكري ونشأت الديهي وعمرو أديب..

لم يترك فصيلا إسلاميا في مصر والعالم إلا وكفّره.. وكان رجال الأمن يحملونه على أكتافهم في المؤتمرات بالمحافظات، ليثني على الرئيس عبد النصر، ويكفّر من يخالفه..

أصدر  خلال فترة توليه منصب الإفتاء حوالي (12311) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء، واستغل علاقاته الكبيرة بالرئاسة والمخابرات أثناء توليه مشيخة الأزهر، وذلَّلَ الكثير من العقبات التي كانت تعترض الأزهر،

ومع المناصب العليا التي شغلها، فإنه كان حريصًا على إلقاء الدروس على طلبة قسم القضاء بكلية الشريعة.

كما ظل رئيسًا لمجلس إدارة مسجد الإمام الشافعي،

وظل الشيخ يباشر عمله في مشيخة الأزهر حتى تناوشته الأمراض، فاستقال، ووافق جمال عبد الناصر، وإن كانت بعض المصادر الأزهرية تؤكد استبعاده لأسباب سياسية، فقد انتهى دوره الذي بسببه كان تعيينه شيخا للأزهر، وهو تكفير الإخوان وطردهم من الأزهر، وحتى بعد تقاعده استمر في دوره، وظل يلقي الخطب والدروس والمحاضرات، كلها في تكفير الإخوان وجميع فصائل الإسلام السياسي، ومات بعد 4 سنوات  من التقاعد..

كان الشيخ مأمون رجل سياسة، ولذا أقحم نفسه في الصراع بين عبد الناصر وقوى المعارضة ومنها الإخوان، وطالب بإعدامهم، وأيّد «مأمون» اعتقال المئات من قيادات وأعضاء الجماعة، ومحاكمتهم عسكريًا، وقال في بيانه الشهير: «أعداء الإسلام حين عز عليهم الوقوف أمامه حاولوا حرب الإسلام بـ اسم الإسلام، فاصطنعوا الأغرار من دهماء المسلمين، ونفخوا في صغار الأحلام بغرور القول، ومعسول الأمل، وألفوا لهم مسرحيات يخرجها الكفر لتمثيل الإيمان، وأمدوهم بإمكانيات الفتك، وأدوات التدمير، ولكن الله قد لطف بمصر، وغار على الإسلام أن يرتكب الإجرام باسمه، فأمكن منهم، وهتك سترهم، وكشف سرهم، ليظل الإسلام أكرم من أن يتجر به، وأشف من أن يستتر فيه، وأجمل من أن يشوه بخسة غيلة».

من حق الشيخ حسن مأمون أن يدافع عن كيان الدولة، وأن يهاجم أي فصيل  يراه من وجهة نظره يسيء للإسلام، سواء كان الإخوان أو غيرهم.. لكن ليس من حقه كشيخ للأزهر أن يهين نفسه.. ويسيء للدين.. ويتحدث عن الناصرية في مؤتمراته أكثر من الإسلام.. ويمتدح عبد الناصر أكثر من خالق عبد الناصر.. ويطالب بإعدام كل من يخالفه..

مؤلفاته:

1- الفتاوى. وقد أصدر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجزء الأول منها وطبعته دار التحرير بالقاهرة سنة 1969م.

2- دراسات وأبحاث فقهية متنوعة: أصدرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة. وكانت كلها تكفيرية ناصرية لا علاقة لها بالدين..

3- السيرة العطرة. وهي سلسة أبحاث كتبها وأذاعها وهي مكتوبة على الآلة الكاتبة.

4- تفسير موجز لسور: الضحى والانشراح والقدر، وهو مكتوب على الآلة الكاتبة.

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى