“حسين صدقي”.. الداعيةُ الذي أصبحَ مُمَثّلًا
(حُسَين مُرسِي صِدقِي)
– الميلاد: 9 يوليو 1917م .. لـ (أب مصري وأُم تركية الجذور)، الحلمية، القاهرة.
– الوفاة: 16 فبراير 1976م، (59 سنة) حَيّ المعادي، القاهرة.
– واعظ السينما المصرية وخطيب الفن..
– تُوُفيَ والده وعمره لم يتجاوز الخامسة، فكانت والدته التركية هي الأب والأم، وصاحبة الدور الأول والأهم في تنشئتِه ملتزمًا، ومتديّنًا..
– كانت الأمُّ حريصة على أن يكون ابنها الطفل: جميع الأوقات في المسجد، وخاصةً صلاة الفجر (لم يترك حسين صدقي جماعة صلاة الفجر في المسجد طيلة حياته).. فحفظ القرآن ومئات الأحاديث النبوية..
– كان “حسين صدقي” خجولا جدا، وعُـرِفَ بين أهله وأصدقائه بلقب: (الخجلان) ولذا كانت دهشة المحيطين به كبيرة عندما عملَ في السينما.
– اخترق “حسين صدقي” الوسط الفني، في محاولة منه لربط السينما بالدين، وتوظيف الفن في خدمة العقيدة؛ فدرسَ التمثيل، ثم حصلَ على دبلوم التمثيل، بعد دراسة استغرقت عامين.
– كانت تربطه صداقة قوية بالشيخ محمود شلتوت (شيخ الأزهر بعد ذلك) والذي وصفَ حسين صدقي، بأنه (رجل يُجسّد معاني الفضيلة، ويوجّه الناس عن طريق السينما إلى الحياة الفاضلة التي تتفق مع الدين).
كما ارتبط أيضا بصداقة قوية مع الشيخ عبد الحليم محمود (شيخ الأزهر في ذلك الوقت)، وكان “حسين صدقي” يستشيره في كل أمور حياته.
– اعترفت زوجته سميرة المغربي، بانتمائها وزوجها لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك في حوار صحفي لها في يناير 2016م، موضحّةً أنه كان لقرب مسكن حسين في حَيّ الحلمية أثناء صغره وشبابه، من المركز العام للجماعة في الحَيّ، أثره في وجود علاقة قوية بينه وبين “حسن البنا”، وأكمل هذه العلاقة المفكّر الإسلامي “سيد قطب”
وتقول سميرة المغربي: (ذات مرة أثناء زيارتنا لـ سيّد قطب في المستشفى قُبيل إعدامه، قال له “حسين صدقي” إنه يفكّر في اعتزال الفن، فقال سيد قطب: (الحركة الإسلامية محتاجة لفن إسلامي، وإنني أكتب عشرات المقالات وأخطب عشرات الخطب، وبفيلم واحد تستطيع أنت أن تقضي على ما فعلته أنا أو تقوِّيه، أنصحك أن تستمر لكن بأفلامٍ هادفة)..
ولذا سخرت جريدة الأخبار في 16 فبراير 2016م، من الراحل حسين صدقي قائلة:
(حسين صدقي.. الإخواني الذي تبرّأ من أفلامه لأنها حرام!!)
(عدد كبير من رموز الفن في مصر تمت صناعتهم داخل جماعة الإخوان، وعلى مسارح الإخوان، لتجهيزهم للمجال الفني وإدارته، لكنهم تركوا الجماعة بعد دخولهم الوسط الفني، وانفصلوا عنها تماما، ولم يعودوا إليها، مثل: عبد المنعم مدبولي، إبراهيم سعفان، عبد المنعم إبراهيم، عباس فارس، إبراهيم الشامي، محمد السبع، وغيرهم الكثير)
– بدأ حياته الفنية، عام 1937م، ثم أسس شركته السينمائية “أفلام مصر الحديثة” وكانت باكورة إنتاجها فيلم: (العامل).
– منذ دخوله عالم الفن في أواخر الثلاثينيات، عملَ على إيجاد سينما هادفة بعيدة عن التجارة الرخيصة، وعالجت أفلامه بعض المشكلات، مثل: مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه “العامل” عام 1942م، ومشكلة تشرد الأطفال في فيلمه “الأبرياء” عام 1944م، وغيرها من الأفلام الهادفة.
– أسس شركة “مصر الحديثة للإنتاج” في 1942م، لتخدم الأهداف التي كان يسعى لترسيخها في المجتمع، وكان يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين؛ لأن السينما كما يقول: من دون الدين لا تُؤتِي ثمارها المطلوبة في خدمة المجتمع.
– اعتزل حسين صدقي السينما في الستينيات، بعد أن قام ببطولة 32 فيلمًا سينمائيا عالج من خلالها العديد من المشكلات
– في 1954م.. بَنَى “حسين صدقي” مسجدًا يحمل اسمه بمنطقة المعادي، وكان يقضي معظم وقته داخل جدران المسجد، مؤذّنا وخطيبا، بل يقوم بأعمال النظافة أيضا.
– كان “حسين صدقي” صديقا شخصيا مقرّبًا للرئيس السادات، وقد أوصاه السادات بعد اعتزاله الفن؛ بالترشح لمجلس الشعب، عن دائرة المعادي؛ ووافق حسين صدقي، ونجحَ في تلك الانتخابات، وبمجرد دخوله المجلس، اقترح مشروع قانون عن تحريم وتجريم بيع الخمور، ففوجيء برفض غالبية النواب، وكانت صدمة شديدة لحسين صدقي.. وعقب ذلك تحدّث مع الرئيس السادات، فقال له السادات: (دي آمال مانقدرش نحققها)، وهو ما كان سببًا في رفضه الترشح في الدورة التالية، واعتزال السياسة، بعد أن أصابه اليأس من الحاكم والنواب.
– أُصيب بجلطة في المخ، سافر على إثرها لأمريكا للعلاج، وتماثل للشفاء وعاد إلى مصر، وظل عامًا كاملًا في صحة جيدة، إلا أن المرض عاوده من جديد، وتُوُفيَ يوم 16 فبراير 1976م، وعمره 59 سنة، وكانت آخر كلماته لأولاده قبل الرحيل: (أوصيكم بتقوى الله، واحرقوا كل أفلامي، ما عدا خالد بن الوليد)
– كان شيخ الأزهر، العالم الزاهد/ عبد الحليم محمود، عنده وهو يحتضر،،
ولقّنه الشيخ عبد الحليم محمود الشهادة، وصلَّى عليه.
———–
يسري الخطيب