استمعت للقاء الدكتور محمود حسين ثاني اثنين، من مرشدي جماعة الإخوان المسلمين، مع الإعلامي محمد جمال هلال على قناته على يوتيوب
ولي بعض الملاحظات أسوقها في النقاط الآتية:
– كثير من توصيف الدكتور محمود حسين لما يحاك للأمة العربية والإسلامية وما يجري في القطاع، توصيف يعرفه كل الناس؛ صغيرهم وكبيرهم؛ مؤمنهم وكافرهم، فما كان مؤامرة تحاك في الخفاء بالأمس بات واقعا نعيشه يوميا ويصرح به قادة الكيان اللقيط؛ فما الجديد فيما ذكره الدكتور من إعادة تشكيل المنطقة لصالح الكيان اللقيط؟! كنت منتظرا رأيا أو مقترحا أو توجيها ما. لمواجهة هذه المخططات بدلا من إعادة توصيف واقع يعرفه كل خلق الله ولا يحتاج إلى أي نوع من الشرح. (الشرح.. انظر أفعال وتصريحات النتن)
– كثير من إجابات الدكتور لو تم اقتطاعها –اقتطاع الإجابة كاملة بما لا يخل بالمعنى– وإعادة نشرها في شكل مقاطع مع وضع تاريخ سابق لما قبل يناير 2011 لن نلحظ وجود أي مشكلة في المقطع وسنجد الكلام متسقا مع مجريات الأحداث. أو لو أرسلنا لصديق المقاطع مثلا في شكل ملفات صوتيه -حتى لا يلحظ تقدم العمر عند المتحدث- وقلنا له إن هذا التسجيل سنة 2010 مثلا سيجد الكلام متسقا مع بعضه البعض ومع الأحداث.
كلام الدكتور محمود حسين -في مجمله- لم يتجاوز خطابه فترة ما قبل يناير 2011 برغم أنه جرى في النهر ماء ودماء وأشلاء وتغيرات جسام.
حتى كثير من النماذج والأمثلة التي كان يستشهد بها انتزعها من العهد الناصري وأيام السادات وعلاقة الإخوان بالبابا شنودة (!!)
– عند إجابته عن سؤال: ماذا لو خاضت مصر حربا ضد الكيان؟ رد بحديثه عن حب الوطن وإعلاء الإخوان لمفهوم الوطنية لأنه جزء من الدين وأنهم سيكونون في طليعة الصفوف جنودا مقاتلين. وهذا كلام بالطبع مقدر ومحترم؛ لكنه يقفز على حقائق دامغة تعبّر عن واقع أليم جاثم على الصدور. وهو كيف لأمة تواجه عدوا بقوة وغطرسة وتجبر الكيان -ومن ورائه- وجبهتها الداخلية بكل هذا السوء والتردي؟! كنت منتظرا من المتحدث أن يقول ما قاله من أنهم سيكونون في الطليعة مع الجيش المصري؛ لكن هذا يستلزم إصلاح الجبهة الداخلية، ولا يكون هذا إلا بإطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين، ولا يكون هذا إلا بإصلاح منظومة الفساد في كافة الجبهات السياسية والاقتصادية والإعلامية وإطلاق الحريات العامة.
الحديث عن إنهم سيكونون في الطليعة وفقط يعطي إيحاء بأن البلد مهيئة ومستعدة لخوض مثل هذه الحرب. كأن البلد بخير وقيادتها تستعد لهذا اليوم، وكله بخير وسلام والدنيا ربيع والجو بديع.
– نقطة أخيرة ما كنت أحب الخوض فيها لكن يبدو أن الدكتور منفصل انفصالا كبيرا عما يردده بعض الشباب عنه، أو أن المحيطين به لا ينقلون له صورة كاملة، سمعت في أكثر من مناسبة غمزا ولمزا من بعض الشباب عن شقيقه الذي كان يتبوأ منصبا رفيعا في وزارة الداخلية، متسائلين عن إمكانية استمرار ضابط شرطة في منصبه – فضلا عن ترقيه- رغم أن شقيه قيادي بارز ومعروف في مثل جماعة الإخوان؟! كنت أسمع مثل هذا الغمز واللمز وأصم عنه الآذان، لكنني فوجئت بالدكتور يتعرض للكلام عن شقيقيه -اتضح أنهما اثنان وليس واحدا- أحدهما لواء شرطة والآخر عميد حصل على رتبة لواء قبيل تقاعده، ويسترسل في الحديث عنهما وأن أحدهما كان يزوره في معتقله والآخر شارك بإلقاء القبض عليه في إحدى المرات!!
كنت منتظرا إذا ما تعرض للحديث عن شقيه -أو شقيقيه- أن يفند هذه الشبهة التي يرميه بها البعض حتى يخرس هذه الألسنة، لكنه استغرق في حديث لا يدفع عنه الغمز واللمز للأسف.. ألم أقل أن الدكتور مغيب عما يقال عنه، وكذلك المحيطون به.
إجمالا بدا لي الدكتور وكأنه عايش خمسة عشر سنة للوراء وغير مدرك لكل التطورات الجارية