أقلام حرة

حشاني زغيدي يكتب: آداب مهملة!

الأدب هو مادة مهمة في تعامل الناس مع بعضهم البعض، فلا نعجب حين يصف النبي نفسه : (أدبني ربي فأحسن تأديبي)

فليس من الأدب رعونة الخُلُق، وخشونة المعاملة، لهذا كان الرفق سيد الأخلاق، فيعطي الله الأجر بالمضاعفة لمن زان نفسه بالرفق واللين.

عدّت البذاءة و خشونة المعاملة من الصفات المذمومة بين الناس فيما بينهم، فهم مطالبون أخذ القدوة الحسنة والتأسي من النبي صلى الله عليه وسلم في القول والعمل والصفة، فقد كان عف اللسان، لين الكلمة، حسن العشرة، يسع من يجالسه، لا يحب الفضح، ميال للستر.

لا يتميز على الناس بعلو مكان أو نبرات صوت أو وجاهة سلطان، فلا يفرق بين اثنين في المجلس، ولا يقاطع متحدث حتى يفرغ، ولا يتحدث بالإشارة في الجماعة، ولا يتدخل فيما لا يعنيه، يعطي المجالس حقها فيلقي التحية، ويسلم على من يلقاه، يسلم ويجلس، حيث انتهى به المجلس، فكان يستأذن في الجلوس والانصراف، يسامر جليسه، يعود المرضى ويسأل عن الغائب، يحفظ الأقدار والمقامات، يعرف فضل الأصحاب، يكره إذابة الخلق ولو بالكلمة، يرفق بالضعيف، يمازح الكبير والصغير .يشارك الناس الأفراح والأتراح، لا يجامل في الحق، يتجمل بالحياء والعفة.

قد ينظر المرء لهذه الآداب بالزهادة، ولكنها في البناء القيمي المجتمعي لها قيمتها، معاملات بسيطة، لكن لها أثر فاعل في ترصيص العلاقات وتقويتها، فآداب الجلوس، وآداب الأكل، وآداب الحوار، وآداب الاختلاف والموافقة، كلها من صميم تعاليم ديننا، أكد عليها الشارع الحكيم .

فمتى تحيا هذه القيم والآداب في سلوك الفرد والجماعة؟!

حشاني زغيدي

مدير مدرسة متقاعد، مهتم بالشأن التربوي والدعوي، الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights