حشاني زغيدي يكتب: أعد ترتيب أولوياتك
يقول لي: هوّن عليك، وحاول أن تنظر بعيدا للأفق، فتحمل معك قلما وورقة، وتركز معي لهمساتي، فلربما تكون فيها فوائد تنفعك، فتحمل كلماتي محمل الجدّ، فنحن في زمن عزّ فيه الناصح، وقلّ فيها الآخذ بالنّصيحة.
يقول لي: وجدت الكثير يهمل السّنن، يمهل التّخطيط، فحياتنا مدرسة مفتوحة، مملوءة بالفرص، مليئة بالتّجارب.
ربّما يكون لِلْكثير مشاريع وبرامج، ويوجد لدى بعضهم اهتمامات كثيرة، لكنّ المؤسف، أن تلك المشاريع والبرامج معدومة الرّوح، تحتاج لهندسة وترتيب أولويات.
أنصحك أن تتّجه لذاتك، تبحث عن خصائصك النّفسية ومواهبك، واستعداداتك، و طاقتك الكامنة.
أنصحك أن تتحدى المعوقات ومكبلات الانطلاق، فحينها تتحرّر الرّوح من الأسر والضّغوطات الخارجية، فسوف تنطلق صوب الهدف بقوة وعزيمة.
واعلم أن الموارد والإمكانيات المتوفرة لها أهميتها، لكنّها لا تعطي أكلها، ما لم نفجّر الطّاقة الموجودة بداخلنا، ونستغلها أحسن استغلال. الموهوبون في كلّ مجالات الإبداع وظفوا أقصى قدراتهم، فحقّقوا بذلك الرّيادة والتّميز في مجالات تخصصهم.
قد لا يعير البعض أهميّة صرف الأهداف في اتجاهها الصّحيح، فيتجه الاهتمام لفروع القضايا التافهة، فتصرف بذلك الجهود الكبيرة لمشاريع صغيرة، وكان حقّها أن تستغلّ في الأمور الكبيرة والقضايا ذات الأولوية، تستغلّ في القضايا الاستراتيجية الّتي تشغل عقول الكِبار.
قد تنسينا انشغالنا بالمشاريع، أن لا يكون في مخرجات أهدافنا اهتمامات خاصة، يعود علينا نفعها، نحقق من خلالها سعادة ذواتنا، وتكون لنا في مشاريعنا مخرجات لها عوائد إنسانية، نسعد بها غيرنا، فإن لم يكن لمشاريعنا عوائد نفعية، نلمس أثرها في المجتمع، فالإنسان الناجح دائما يسعد بسعادة الآخرين.
ولنضع نصب أعيننا، حقيقة مهمة أنه مهما كانت قوة الأسباب وقيمتها، فهي تظل تفتقر ركائز مهمة، تفتقر لثقتنا في عون الله وتوفيقه، تفتقر لنصر الله وتأييده، ثم يلي ذلك ثقتنا في أنفسنا فالمهزوم، لا يحرر ذاته، وبالأحرى لا يغير واقعه السلبي.