أقلام حرة

حشاني زغيدي يكتب: المرء عدو ما جهل

ذات مساء كنت كعادتي، أداعب إحدى مقالاتي الموسومة تحت عنوان (الإسلام يرفض الجمود والخمول) أتابع تعليقات زوار صفحتي، استوقفني تعبير ساخر، وتعليقات مثلها.

تحمل في طياتها جهل بحقائق الأفكار والأحوال.

قال: هههه مع رمز تعبيري ساخر، يسخر من أفكار وردت في مقالي.

قلت: يا صديقي الفكر الإنساني لا يحقر، وأساس العلاقات الإنسانية الاحترام المتبادل، مادامت الأفكار والآراء لا تحمل تمييزا عنصريا أو انتقاصا من أقدار الآخرين.

قلت له: في مسار حياتي المتواضعة قرأت لثقافات وأفكار لا أومن بها مع ذلك لا أسيء لمعتقديها، تقبل مروري.

قال: العبرة بالنتائج وليس بالأفكار…

ثم يواصل.. ولا تزال البلاد الإسلامية في خمول وجمود تمد يدها للحضارات الأخرى استجداء لسبل الحياة.

قلت: من هذا المنطلق كتبت أفكاري ولا أختلف معك في هذا والعيب فينا لأننا ببساطة نرفض التجديد، نعيش بالإقصاء.

قال: العيب في الإسلام وليس فينا…. الشعوب تتقدم بالمعرفة وليس بالأيدولوجيات دينية اختلف عليها الجميع!.

قلت: صديقي المحترم الديانات السماوية تحترم، والعيب يظل لصيقا بكل من يحمل فكرا عدائيا. المؤسف أن الإنسان يعادي ما جهل تقبل مروري واحترامي مرة أخرى وسلام.

قال: كفى دفاعا عن أيديولوجيات فشلت في خدمة الإنسان

قلت: من حقك أن تقابل الفكر بالفكر لا بإصدار الأحكام القَضائية هذه الصفحة نافذة لنقاش الأفكار لا إصدار أحكام تديني أو تدينك، تعلمت أن أدافع عن وجهة نظري دون الحاجة لرمي التهم وفي منصتنا قامت أكاديمية وعلمية تزن أفكارنا تميز الغث من السمين أستسمحك مرة أخرى.

قال: الأرقام الإحصائية حكم بيني وبينك وبين خدمة الأديان للمجتمعات وبين خدمة القوانين العلمانية للمجتمعات… هل تعلم أن الدول الإسلامية هي أكبر مستورد للسلاح في العالم مع وجود طبقات من الجائعين لا تحصل على رغيف الخبز إلا بسرقته.

قلت: للأسف مازلنا لا نفرق بين سلوك المجتمعات والمعتقدات الدينية، الدين لا يقود المجتمعات بالسلاسل للتقدم، ما نجنيه نحن اليوم هو بسبب منظومات تربوية فاشلة واستبداد سياسي، وانهيار قيمي وأخلاقي، الدين بعيد عن تقدمه أو تأخري، هناك مجتمعات لا دينية في ذيل التأخر وهناك مجتمعات دينية في الصادرة خذ مثلا دول جنوب شرق آسيا مثالا، في النهضة سبيلها يقظة مجتمع يكسر الجمود والخمول؛ وأما العلوم لا وطن لها. فأينما توفرت البيئة على شروط النهضة، انطلقت وأثمرت، المشكلة أننا ندين المعتقدات ولا ندين خمول الإنسان وجموده.

قال: ١٥٠٠ سنة ومنظومته الإسلامية فاشلة

قلت: سل من بنى الكوفة والبصرة والقاهرة وبغداد.

ومن أنشأ حضارة الشام والعراق ومصر والأندلس.

سل من شيد بيت الحكمة والمدرسة النظامية وجامعة قرطبة والجامع الأزهر وجامع الزيتونة والقيروان.

سل من عمر المسجد الأموي وقبة الصخرة ومن رأى» والزهراء قصر الحمراء ومسجد السلطان أحمد وتاج محل.

سل من علم أهل الأرض الحساب والجبر والطب والهندسة والعمران والفن.

كان أجدادك الأساتذة وكانوا هم التلاميذ.

لا أقولها تعصبا وحمية: نعم نحن المسلمين!

حشاني زغيدي

مدير مدرسة متقاعد، مهتم بالشأن التربوي والدعوي، الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights