حشاني زغيدي يكتب: حيرة النفس
دواليب الحياة مليئة بالتحديات والصراعات، فنجد أنفسنا في مواجهة متواصلة مع هذه الضغوطات والأحزان، مما تثير داخلنا تساؤلات وحيرة يصعب فكها.
بينما هذه لحظات الصعبة، تكون دافعا لنا لمحطة الإبداع والتميز، حين نقاوم بالإيجابية، فندفع أنفسنا لطريق السلامة.
حول هذا الصراع الداخلي كتبت:
بين هذا وذاك تذوب المعاني
فتصبح النّفس حائرة
تقاوم في صمت تسديد المسار الطّويل
الكلّ يجذب النّفس ليحتويها في اتجاهه
الكلّ يشدّ اللّجام رغبة كي لا تتيه منه الفريسة
والمسكينة تصارع من أجل البقاء
لتعيش في سكينة وهدوء
تريد العبور في سلام لا تريد الخصام والجفاء
صعب لعابر يريد النّجاة في فلاة ضاربة
تسكنها الأحراش القاتلة
والعابر فيها قد عاف القمار وزهو الأيّام الخاوية
ترك عيش الليالي الفاتنة
عاف أشباه الأيادي الغادرة
عاف الصّراخ والعويل في الفراغ
ما عاد جسمه الهزيل يقاوم صراع الثّيران الهائجة
ما عاد جهده يطيق لفح أيام حارقة
فنفسه اللوّامة باتت تحنّ لأيّام العافية
لتهنأ بساعات الهناء في زاوية
تحنّ لعطر التعابير والتسابيح
تتلذذ بنسمات الفجر بين الضحى بركيعات خاشعة
تتلو الآيات الواعظة في خشوع
فتجهش النفس بالبكاء
فتتذكر التقصير والكسل
تحاول اقتناص ساعة الأرباح في الروابي الزاهية
علّها تجبر ما تبقى من الأيام الخالية
بين هذا وذاك تقاوم بذرة الخير في النفوس الراضية
تترجى إله الكون أن يمن لعبد بحسن الخاتمة.