حشاني زغيدي يكتب: رمضان مصنع الإيجابية

ها قد أقبل الشهر الفضيل بأنواره، جاءنا يحمل بركاته وخيراته، كله خير وبركة، شهر يغتنم السعداء لجني الأرباح، فيه تعقد الصفقات المربحة، وفي شهره تلهم و تحفز نوازع الخير في نفوسنا، يزرع فينا الإيجابية التي تفتح لنا أبواب الخير التي نفتقدها في غيره.

إن رمضان فرصة للتغيير الإيجابي، يدفعنا نحو ذواتنا لنصنع اليقظة المبصرة، فنتجه صوب مفاتيح الخير، نصنع بذرة الخير التي تفتح مداركنا لناصر كوامن الخير الذي تحتويه نفوسنا، فنتجه نحو تنمية سواعد الخير ببدل المعروف.

إن رمضان فرصة تحفز فينا التفكير الإيجابي، ننظر أن حياتنا نعمة علينا أن نحفظها ونرعاها ونستغلها فيما خلقت من أجله، فحياتنا وديعة وأمانة، نستثمر أوقاتها في مشاريع نافعة، نسعد أنفسنا مع أهل الخير من الأصحاب، ندخل السرور والبهجة على الفقراء والمحتاجين، وذلك أعظم القربات.

إن رمضان فرصة ثمينة نسعد أنفسنا ننمي فيها بواعث الإيجابية فنتجه لذواتنا للتخلص من السلبية التي ألفناها نتخلص من كل العادات السلبية، التي كانت حائلا للارتقاء والتميز، فكم من عادة سلبية ولدت فينا الخمول، وكم من عادة سلبية أضرت بصحتنا، وكم من عادة سلبية أضرت بلحمتنا الاجتماعية.

يأتي رمضان ليصنع في ذواتنا الإيجابية، حيث نصنع فيه أهدافا واضحة، حيث يكون للقرآن الكريم نصيبه، وللصلوات نصيبها، فاحرص الواحد منا على بحث على الحسنة فيأتيها، ويعف اللسان عن الغيبة والنميمة والخصومة وتعف اليد عن البطش والأذى، فاحرص على الصلة وبر الأرحام ووصل المودات، كل تلك الأمور يصنعها رمضان.

 إن الشهر الفضيل فرصة لممارسة التأمل بشموله، يكون فرصة للتأمل أحوالنا، فرصة لنزن فيها أعمالنا، أن يكون للواحد منا جلساته الخاصة التي يحاسب فيها النفس عن التقصير، بل ذلك التأمل يدفعنا لنخصص برامج يومية، تبرمج فيه مشاريع خزائن الخير، فيكون لكل برنامج وقته ومصرفه، هذا وقت التأمل وهذا وقت الصلاة، وهذا وقت الواجبات المهنية والأسرية والاجتماعية، نفعل ذلك طلبا لمرضاة الله وطلبا لرضوانه.

ولعل من الإيجابية المتفردة في رمضان هي روح التواصل مع دفء العائلة والأصدقاء، في لياليه تعزز روح الجماعة المتآلفة المتحابة، المجتمعة حول مائدة واحدة، فما أسعد أن تحاط حياتنا بمثل هذه الأريحيات الجمالية، التي نتمنى أن يكون العام كله رمضان.

فما أسعد من خصص من وقته وجهده فرصة للتطوع لمساعدة الآخرين، يعزز الشعور بالوحدة والتضامن المجتمعي، يشعر فيه الجميع بالجلفة والمحبة، يشعر فيه الجميع بالجسم الواحد، الذي إذا ما أصابه مكروه أو ألم به ضرر شعر الجميع بوحدة والتضامن، لهذا وجب أن نجعل من رمضان فرصتنا لتُخطط للاستفادة من أيامه ولياليه.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights