ها أنا أكتب…
ولست أكتب وحدي.
هذه ليست كلماتي فحسب، بل أنين إنسان يتنفس الحرية، يختنق من رائحة الظلم،
يبكي بصمت، والدمع شريكه في كل سطر،
يرفع يده إلى السماء بدعاء خاشع، لا لنفسه فقط،
بل لكل روح تنبض بالإنسانية،
لكل قلبٍ يعشق السلام، ويشتاق للحرية.
كتبتها… نيابة عنهم جميعاً.
صرخة من الأعماق… اسمها: قافلة الصمود.
ليتني كنت معكم،
كلّما أغمضت عيني، شدّني الحنين نحو البوصلة،
هناك حيث تسيرون في الدروب الوعرة،
تحملون الأرواح على الأكف، تستجيبون لنداء استغاثة،
لأخٍ يحاصره الجوع، للحمٍ تنهشه الضباع،
لإنسانٍ يصرخ: “أغيثوني!”
وقد جف حلقه، وجاع بطنه، ونزف جرحه،
يناديكم… بضعفٍ، لكن بأملٍ أن هناك من لا يزال يُنصت.
يا إخوتي…
أين نخوتكم حين احتجت لاحتضان يخفف الوجع؟
لكن رغم ذلك، ورغم ألمي وانكساري،
ما زلت أشعر أن أنفاسي تجددت،
حين وصلني عبير حبّكم من مغربنا العربي،
جزائري أنا…
لكن قلبي تونسي الشهامة، مغربي النبض، ليبي العشق، مصري الروح،
إنسانيّ الهوى.
في داخلي زهرة، تفوح بعطرها رغم العتمة،
كنت أركب بساط الريح، أرافق أحبابي في الصحارى والسواحل،
نقطع المسافات لا من أجل مجدٍ، بل من أجل قضية.
كنت أراهم…
بعيون الحبّ،
يستقبلوننا بالخبز والزهر،
بابتسامة طفل عند المعبر،
بكلمة “أهلاً”،
بحلمٍ صغير بأن تُفتح الأبواب لا لمرور الأجساد فقط،
بل لمرور الحياة.
جاؤوا من كل الأقطار،
تحت راية واحدة: “نصرة المظلوم”.
لم تجمعهم السياسة، بل جمعتهم الفطرة،
فطرة الإنسان حين يعود لإنسانيته.
بوركتم…
من قال إن النصر بعيد؟
إنه أقرب مما نظن،
“النصر صبر ساعة”،
وقد صبرتم… فأنتم لها.