حشاني زغيدي يكتب: معالم لا يختلف حولها العقلاء

في حياتنا معالم ثابتة لا يختلف عليها اثنان، والشدود عنها خروج على المألوف، على الرغم أن المبادئ التي لا تقبل التنازل حولها كثيرة ولكني أثرت أن يكون تفكيري على المعالم الكبيرة التي يحصل حولها الاتفاق.
لا أظن أن يختلف الناس أن العلم الطريق الأسلم لبلوغ المعالي، فكل من نهضة بالعلم صنعت، وكل سعادة بالعلم رسمت، فإذا ترك الناس طريق العلم، فقل على الدنيا السلام.
ولا أظن عاقلا يختلف معي أن التربية هي الطريق الأسلم لتهذيب النفوس، وأن العدول عن طريق التربية انحراف واضح، وأن كل تغيير لا يعبر خلالها حرق للأشواط، فالحضارات تحفظ معالمها التربية.
ولا أظن عاقلا يهمل المؤيدات والأخذ بالأسباب لبلوغ الأهداف النبيلة، ثم يمنّي النفس بلوغ الغايات، فالطير بالجناحين يبلغ مبتغاه والسفن بالأشرعة والمجادف تعبر عباب البحار، والأقوال تصدقها الأفعال، وبآثار الأقلام المحابر تنار العقول، هي هكذا سنن الحياة.
ولا أظن عاقلا يمكنه ملك عقول وقلوب الآخرين ألا أقرّ أن يحتوي الآخر بالقدوة الحسنة، ولين الجانب، والصبر على المخالف، وغض النظر عن التوافه، والالتقاء على الهدف الكبير الجامع.
ولا أظن عاقلا ينتحل بذرة الغلو والتطرف، وتنتهج الإقصاء سبيلا في تعامله، وتراه يشدّ عن منهج اليسر والاعتدال ثم يقدم نفسه نموذجا ومثالا لقيادة الناس، فلا أحد أظنه يعطيه وسام الاقتداء والتأسي.