حشاني زغيدي يكتب: نسائم العيد

إذا أردت أن تعيش العيد ولطائفه وروعته فلا تجد نسائمه وروحانيته إلا في أماكن وفضاءات خاصة، إذا أردت نسائمه فساحته المساجد في أيام مخصصة، نجد لطائف في أيام خصها الله لأمته دون سواها، فالعيد نسائم إيمانية تهز الكيان بروحية التي تصنعها أيامه المباركة، فيا رب لا تحرمنا فرحة العيد، ونفحات العيد وصفاء لقاء العيد، ولا تحرمنا أخوة صاغها المولى لأوليائه في أيام العيد، ولا تحرمنا بشائر تلك الوجوه الباسمة، ولا تحرمنا نسمات تلك المشاعر الدافئة، ولا تحرمنا بياض قلوب صافية طهرها الصيام، ولا تحرمنا أجر لقاء العيد ولا تحرمنا أجر صيام الشهر و قيامه، ولا تحرمنا أجر الصدقة الفطر وطهرتها، فهي طهرة للصائم.
في العيد تتجدد الأمنيات فنمني النفس بالبشائر، فنتمنى لو طالت أيامه؛ لنجعل من أيام العيد فرصة للقاء وتغافر، نجعل من أيام العيد فرصة لتجديد النية للسير في الركب الطاعة، نجدد العزم لنسير في ركب المصلحين الخيّرين، نعقد العزم لنمضي على العهد الذي عشناه في أيامه المباركة، نسير على خطاه نستكمل جهودا قطعنا فيها أشواطا وبذلنا فيها أوقاتا مليئة بالعطاء، نمضي على أثر الصيام ننصر ديننا، نبني أوطاننا، نعزز أواصر أخوتنا، نصنع نهضتنا، ننصر أقصانا، نعيد مجدا مسروقا كان يوما حاضرا، نرسم بسمة ¹في وجوه أطفال حالمين، نعيد الأمل في النفوس الحائرة.
أن نسمات العيد تحمل كل هذه البشائر، أن نسمات العيد تحمل الأمل في نفوسنا التواقة للعودة محضنها الروحي، تجدد لطائف الإيمان، تحيي روائع أخلاق ديننا الفاضلة، تجدد روح الحياة السعيدة، نكمل مشوارنا في رحاب طاعة الله.
هي نفحات تتجدد كلما عاود العيد أنواره.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال