حشاني زغيدي يكتب: وفي النهاية!
جدير بنا أن نقف برهة، نقف لنتأمل عواقب النهايات.
كما قيل: فلكل بداية نهاية محتمة، نصل إليها .
أذكر أننا كنا في مسارنا الوظيفي، كنا نهتم بالتفاصيل العمليات المهنية، ننظر بعيدا في الأهداف والمرامي، نركز على الأهداف الختامية التي نريد الوصول إليها، فنعطيها الوقت والاهتمام، كي لا نحيد عن المسار المرسوم، والواقع المشهود يؤكد أن جل الذين لا يستطيعون الوصول إلى النهايات الصحيحة، عاشوا الاهتزاز والاضطراب، فصرفوا عن القصد، فتاهوا.
لهذا وجب على كل من يريد أن يبني مشروعا أيا كان هذا المشروع، أن يضع نصب عينيه محطة النهاية، فيوفر لها الإمكانيات، يستحضر الطاقة الكافية التي تمكن السالك العبور الآمن.
وحين نرصد الموارد القرآنية يرسم خط النهاية في الوضوح، يخبرنا عن مستقبل النهاية: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) سورة الشورى الآية ٧
وهذه نهاية حقيقية سنصل إليها حتما.
أما الأمثال فترسم لنا أمثلة رائعة تقول للغريق في مسبح البحر عليك تقبل النهاية، فهي بنت يديك، من كان سبب مصرعه وهلاله بيده
وهذا مثل يقول (يداك أوكتا وفوك نفخ)
ويزيد توضيح تلك النهاية على مستوى المسؤولية الفردية في تحمل تبعات الأعمال (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) سورة الزلة الآية ٧
وهي حقيقة مقررة، لا تقبل الجدل.
كلنا يعمل وفي النهاية كلا منا سيجني محصول عمله، لعلني أقف عند ما تعلمناه في الصغر ذلك القول: (من جد وجد ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل)
وفي النهاية نعيش تلك الحقيقة في حياتنا، نصاحب ونقضي العمر نعاشر وفي النهاية ما يبقى من رسم تلك العلاقات إلا الخلص الأوفياء، أما الجميع ستختفي مثل رغوة الصابون إذا لامسها هواء ساخن.
نعيش تلك الحقيقة في حياتنا حين يأتي وقت إعلان النتائج أيا كانت نتائج الامتحانات، فالنتيجة واحدة، فائز أو راسب ولا عجب .
وقد قيل: (يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان)
فقد تصدم النهايات الحزينة فسوف تصدم المخدوع والمغامر والخائن والطماع، فنتائج النهايات لا تكذب.
وفي حين نفسه، أن النهايات السعيدة ستفرج المجد، ستفرح المكافح والمضحي والمثابر، ببساطة، لأن الجزاء من جنس العمل.