تستمر دار الإفتاء الليبية، بالدور الدعوي والرد على أسئلة الجمهور فيما يتعلق بأحكام الشريعة الإسلامية.
وعبر صفحتها على موقع ” فيس بوك” نشرت دار الإفتاء سؤالًا لأحد الأشخاص جاء فيه :” ما حكم استخدام الصعق الكهربائي قبل ذبح الدجاج؟.
وجاءت الإجابة كالتالي :” الحمدُ لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أمّا بعد: فالغالب في صعق الدجاج بالكهرباء أنه يؤدي إلى الموت، أو الشك في موته، فإذا مات بالصعق فعلاً فقد صار ميتةً، وإن لم يمت وكان مشكوكًا في موته فلا يحلّ أكله؛ لأن الذبيحة لا تحلُّ مع الشك؛ فقد حرّم النبي صلى الله عليه وسلم الصيدَ إذا وقع في الماءِ بعد إصابته بالسهم، وقال للصائد: (فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي الْمَاءُ قَتَلَهُ أَوْ سَهْمُكَ) [مسلم:1929]، وقال للذي وجد مع كلبه كلبًا آخر: (… فَلَا تَأْكُلْ فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلْبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى كَلْبٍ آخَرَ) [البخاري: 175]، وهذا يدلّ على أنّ الحيوان المذبوح لا يؤكلُ بالشكّ، وأنّ الأصل فيه المنع، حتى تثبت فيه الذكاة الشرعية بيقين.
وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي، رقم: 95 (10/3)، مستندًا على تقارير الخبراء المختصين ما نصه: “لا يجوز تدويخ الدواجن بالصدمة الكهربائية؛ لما ثبت بالتجربة من إفضاء ذلك إلى موت نسبةٍ غير قليلة منها قبْل التذكية”.
أما فيما يتعلق بالمذابح الآلية للدجاجِ، فإن كانت كما ذكر في السؤال، فهي جائزةٌ، إذا توفرت في الذابح شروط الذكاة، بأن يكون مميزًا، ذا ديانةٍ سماوية، وألّا يَذكر عليها غير اسم الله.
وعليه؛ فلا يجوزُ صعقُ الدجاج قبل ذبحه؛ لما يؤدّي إليه في الغالب من موت الدجاج، ولا بأس في الذبح باستخدامِ المذابح الآلية بالشروط المذكورة، والله أعلم.
