حكومة الظل بقيادة جليلي .. أولي خطوات خامنئي لمحاصرة بزكشيان وإذلاله
خلال الجلسة التي عُقدت يوم الاثنين، 19 أغسطس، حول الحكومة التي قدمها بزشكيان إلى برلمان النظام، تجلّت صورة مزيج من الخضوع والإذلال للحصول على الثقة في مقعد وزاري، وفي الوقت نفسه، كشفت عن فضائح تتعلق بالأوامر الخفية التي تُدار من وراء الكواليس للتصويت لصالح الخاضعين لولاية الفقيه بقيادة الولي الفقيه علي خامنئي .
في هذا السياق، ألقى أحد أعضاء البرلمان الرجعي الضوء على الحكومة الموصى بها وقدم وصلة نفاق للرئيس الجديد، حيث قال أحمد بخشايش: “لو تم تقديم قائمة هذه الحكومة إلى الدكتور جليلي في منتصف السباق الانتخابي، لكانت عملية المنافسة قد اختُصرت، وكان السيد جليلي قد انسحب لصالح السيد بزشكيان”.
في وقت سابق، قالت مصادر إعلامية إيرانية : “إن الانتقاد الأبرز لحكومة بزشكيان هو أنه لو كان سعيد جليلي يعلم أن مسعود بزشكيان سيختار هذه الحكومة كزملاء له، لكان قد استقال لصالحه”.
ومن المثير للاهتمام، أنه بعد مهزلة الانتخابات وإخراج بزشكيان من الصندوق السحري، أعلن جليلي عن تشكيل حكومة ظل خاصة به، مما أثار حفيظة المحيطين ببزشكيان، الذين تساءلوا من كلف جليلي بتشكيل حكومة الظل ومن أين جاءت ميزانيتها.
ومع ذلك، بعد الكشف عن تشكيل الحكومة واستبعاد ظريف وحل المجلس التوجيهي، أعرب جليلي عن رضاه تجاه قائمة الحكومة، لكنه أكد مجددًا على أهمية إشراف “حكومة الظل”، قائلاً: “يجب الترحيب بنقاط القوة، وإذا وُجدت أي نقائص، فيجب تقديم المساعدة لمعالجتها. كما أنه إذا حدث خطأ ما في البرنامج، فهذا هو الوقت المناسب لتقديم المساعدة لتصحيح هذا الخطأ والإفصاح عنه. من جانبنا، سنقوم بإجراء تقييمات في هذا الشأن وتقديمها للحكومة والبرلمان المحترم”.
تجاهل بزشكيان هذه الفضيحة بسخرية، واصفًا حكومته بأنها “خطوة إلى الأمام”، ولتهدئة المحبطين من حوله، قال: “انتظروا أداء الحكومة ثم انتقدوها!”.
لكن هذا التبرير لم يكن مقنعًا، وكتب المحبطون: “كانت الصدمة الأولى لمسعود بزشكيان وناخبيه هي قائمة الوزراء. أما الصدمة الثانية، والأثقل على الحكومة الرابعة عشرة، فكانت تعليق تعاون ظريف مع الحكومة. هاتان الصدمتان لم تكونا في وقتهما المناسب لهذا الوضع”).
كتب أحدهم إلى بزشكيان: “إلى أي مدى تتعلق هذه الشهوة للسلطة التي لا تتركها؟ لماذا لا تجرؤ على الخروج وكشف كل شيء بعد مرور شهر على اختيارنا لك؟ سيد بزشكيان، لقد جلبت لنا العار وخيبت آمالنا! فشلت قبل حتى أن تصبح رئيسًا…”).
في ظل نظام ولاية الفقيه الرجعي والمأزوم، يحاول الرئيس الذي اختاره خامنئي حديثًا أن يصور حكومته على أنها “حكومة توافق”، لكن التصدعات لا تترك له المجال. وإلى جانب الإحباط وصراخ المقربين منه، أصبحت سيوف الفصائل الحكومية الأخرى مشهرة أيضًا. وكما قال بزشكيان في قصيدته عند تقديم حكومته في البرلمان: “كل واحد يكسر قلوبنا بطريقة أو بأخرى،/ غريب بشكل والصديق بشكل آخر”!
وفي أول تصريح له بعد إعلان نتائج الجولة الثانية من الانتخابات (في 6 يوليو)، قال قائد المقاومة السيد مسعود رجوي : “بعد تحول إبراهيم رئيسي إلى رماد وتبديد تطلعات خامنئي في توحيد أركان نظامه، تم إثبات توازن جديد وفصل جديد في حكم ولاية الفقيه.
هذا يكشف عن مأزق خامنئي ويستحضر المرحلة الأخيرة من نظام الشاه. آثار الضربة الموجهة إلى دماغ الخليفة العاجز قد زعزعت أركان النظام، وباتت المنظومة مثقوبة من الداخل، والذئاب تمزق بعضها البعض.” ثم أضاف متذكرًا رسالته السابقة (المؤرخة في 3 يوليو): “لقد قلنا إننا نرحب بشدة بسماح خامنئي، حتى ولو كان ذلك بتزوير الملايين، للكلب الأصفر بالجلوس على كرسي الرئاسة بدلًا من ابن آوى. هذا الصدع والشرخ يتماشيان مع طموحات الانتفاضة وتفكيك أوصال النظام.”