تقارير

حل الدبيبة للواء 444.. هل يعيد المواجهات المسلحة إلي طرابلس ويكتب نهاية حكومته؟

تسود الساحة الليبية لاسيما معسكر حكومة الوحدة الوطنية بزعامة عبدالحميد الدبيبة مخاوف من احتمال قيام معارضيه بالانقلاب العسكري عليه من قِبل قوات اللواء 444 بعد المواجهات المسلحة  الاخيرة التي شهدته طرابلس واستغلال أجواء التوتر التي خلفها لقاء وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش ونظيره الصهيوني أيلي كوهين في العاصمة الإيطالية روما.

وأفادت مصادر مسئولة بأن  الدبيبة الان يأمر بتفكيك  اللواء 444 وضم عناصرها الي التشكيل الجديد اللواء 222 تحت امرة غنيوة الككلي.. ولكن الأمر يواجه واجة رفضا وغضبا قويا من افراد اللواء 444 و هناك احتمالية في نشوب اشتباكات جديدة في العاصمة طرابلس اعتراضا علي هذا القرار.

في المقابل ترددت أنباء عن وصول هبوط طائرة شحن عسكرية في قاعدة قاعدة الوطية الجوية،، محملة بمعدات عسكرية و اسلـحة..وهو ما اعتبر تعزيزا للقوة الجديدة التي يتم تشكيلها من قبل غنيوة الككلي تحت مسمى اللواء 222.

المواجهات المسلحة في طرابلس

الدعم توافق مع أنباء عن نقل 750 مجند من اللواء 444 قتال إلى الكتيبة 22 2مشاة بعد ترقيتها إلى لواء 222 مشاة وهو ما نظر إليه العديد من المراقبين باعتباره  مقدمة لحل 444 بشكل يهدد باشتعال مواجهات مسلحة بين الطرفين مما يؤشر لانهيار الأوضاع في المنطقة الغربية ومجمل الأراضي الليبية .

وقد أبدي مراقبوان مخاوف من اندلاع صراع دموي بين اللواءين 222و444  بعد أن كان اللواءان أفضل قواتين نظاميا وأخلاقيا وعسكريا ، ولكن للأسف صاروا أكثر عداوة لبعض وكل قوة تنتظر في الوقت المناسب لإزاحه القوة الأخرى من طريقها في ظل اخفاق  اجتماع بين الطرفين كان يراهن عليه لتحقيق التوافق  لتقريب وجه النظر من الطرفين

ولعل ما يزيد المتاعب الي ان المجتمع الدولي اصبح ينظر بريبة شديدة للدبيبة ويحمله مسئولية الأوضاع المضطربة في ليبيا باعتباره رئيس الحكومة والقائد الأعلي للقوات المسلحة لعجزه عن وقف الصراع المسلح الذي اندلع بين قوتين مواليتين للحكومة داخل طرابلس بشكل يهدد بحدوث فوضي مما دفع دوائر غربية للبحث عن سيناريوهات تشكيل حكومة تخلف الدبيبة وتمهد الأجواء لعقد انتخابات عامة ورئاسية .

فيما أفادت مصادر بأن الدبيبة يقترب من دفع ثمن باهظ عن الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس مؤخرًا وذلك بعد إعلان باثيلي ضرورة تشكيل حكومة جديدة وبل ترددت  أنباء عن اعتزام  الولايات المتحدة التنسيق مع البعثة الأممية في كتابة الفصل الأخير من عمر حكومة الدبيبة.

ويسود اعتقاد في الدائرة المقربة من الدبيبة بأن الولايات المتحدة شرعت تنفيذ خطتها البديلة التي أعدتها منذ زمن عبر إيجاد حكومة جديدة موحدة لقيادة البلاد للانتخابات وتنهي حالة انقسام السلطة بين الشرق والغرب وتقطع الطريق علي استغلال روسيا لثنائية السلطة لتعزيز نفوذها في ليبيا

وبدوره رأي المحلل السياسي الليبي مراون الدرقاش أن الدبيبة وقع في فخ نصبه له أعداؤه الدوليون وعلى رأسهم دولة اليهودفلقاء روما لا يعني شيئاً للدولة اليهودية وإلا لاحتفظوا به سرا ولم يُذيعوه فاستفادتهم من العلاقة السرية مع حكومة ليبية أفضل من نشرها على العلن الذي لن يتسبب إلا في المزيد من العداء والمقاطعة الليبية للدولة اليهودية

المنقوش -كوهين

وأفاد في تدوينة له بأن الدبيبة “لو صح أنه يعلم به” في إشارة للقاء كوهين –المنقوش  كان يسعى من وراء هذا اللقاء إلى حصد دعم أمريكي وأوروبي وهو على ثقة من أن اللقاء سيظل سرا فلا إيطاليا ولا إسرائيل في مصلحتها الإعلان عنه لكن تصريح الحكومة الإسرائيلية وفضحها هذا اللقاء فاجأ الدبيبة وأحرجه وجعل موقفه متأزماً أكثر من قبل

واستدرك الدرقاش  فلو اعترف باللقاء ويقصد الدبيبة  ورحب به فسيخسر الدعم المحلي حتى وإن كان ذلك سيكسبه دعما دولياً، ورفضه للقاء وانكاره للعلم به سيزيد من تخلي حلفائه الدوليين عنه حتى وإن كان سيجعله يحافظ على نسبة كبيرة من الدعم الذي يحظى به محلياً.

وأضاف  خيارات الدبيبة صارت  محدودة وصعبة لكنها كانت تجربة قاسية تعلم منها أن اللعب مع الكبار مؤلم وموجع ونتائجه دائماً كارثية.

ربما يكون الدبيبة قد امتص موجات الغضب التي ثارت عليه محلياً لكنه فقد أي فرصة دولياً للاستفادة من رضى الأمريكيين والأوروبين عنه.

ولكن المحلل السياسي الليبي عاد للقول لكنه مع ذلك لم يفقد كل أوراقه فلازال لديه اوراق كثيرة يستطيع اللعب بها خاصةً مع إيطاليا “الهجرة غير الشرعية وعقود الغاز” ومع فرنسا “الحرب في النيجر ونفوذ روسيا في أفريقيا” ومع أمريكا في ملف الفاغنر والنفط.

وشدد علي السياسة الدولية لعبة خطيرة والخيارات الخاطئة فيها مكلفة للغاية ومؤلمة لكن تنجح دائماً الحكومة المتماسكة والقادرة على طرح الحلول البديلة في امتصاص أي ارتدادات لأخطاء الممارسة السياسية،

وخلص الدرقاش في نهاية تدوينته للقول :على الدبيبة أن يستفيد من حليفه التركي أردوغان في صياغة موقف سياسي يجنبه تبعات مثل هذه الأخطاء القاتلة، والتضحية بالمنقوش وحدها ربما لا تكفي لتحقيق ذلك.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights