في زوايا غزة المشتعلة بالحياة والصراعات، تتردد أصوات مقاومة تترنم بقصة شعب يراوده الأمل والتمرد رغم كل القيود، كل يوم يثبته التاريخ بقوة مقاومته وثقته في حتمية النصر، ترى حماس كعنوان للمقاومة الفلسطينية نافذة ملازمة للساحات تتسرمد عبر الزمن وتتحدى الجدران والأسوار، وتصر على أن الحرية حق لا يتجزأ من كينونة شعب يلتف حول مقاومته وكأنها سر بقاءه وقوته في وجه العدو ان.
حماس تتطلع نحو دولة تحكم غزة بل وفلسطين، وتتبنى خيار الحرية والانعتاق من قيود الاحتلال وترى في ذلك الطريق الأوحد لتحقيق أمنها واستقرارها داخليًا والخروج من عباءة اليأس الذي حاولت أن ترسخه الألغام والفوضى.
تحدى الضغوط الدولية
وفي الوقت ذاته تتحدى حماس الضغوط الدولية وتنادي أمريكا والمجتمع الدولي بعدم معاقبة المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيزي؛ التى أدانت الاحتلال الإسرائيلي بشكل صارخ رغم أن الغرب وأمريكا تكرس سياساتها من أجل إبادة حماس والشعب الفلسطينى عمرًا بعد عمر، رغم ذلك تبقى حماس هناك صامدة تروي حكايتها مستعصية على محاولات القمع والإلغاء واتهميش، إذ أن التاريخ سجل أن الجماعة استطاعت أن تصمد أمام عواصف التهويل والصهر وأن تكون صوت المقاومة الحية التي لا تنكسر رغم كل العواصف.
المقاومةتنبض بالحياة
وفي خضم هذا المشهد المعقد تتجلى حقيقة أن فلسطين المقاومة لا تزال تنبض بالحياة، وأن حماس بمقاومتها وثباتها تواصل رحلتها نحو تحرير كامل التراب الفلسطيني، ترفض أن تستسلم للمؤامرات أو لإملاءات الخارج، تتنفس بصمت وتعيش في عين الأعاصير تبحث عن أمل يلوح في الأفق يحقق السلام والكرامة للشعب الفلسطيني الذي يصر على أن الحق لا يموت وأن النضال هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والصمود في وجه محاولات الإقصاء والتهميش.
وهكذا تبقى حماس شاهدة على تاريخ مقاومة لا يكل ولا يمل، وعلينا جميعًا أن نتوقف أمام معاني الصمود والإصرار التي تكتب اليوم صفحات جديدة من نضال شعب يكابر ويقاوم حتى النصر أو الاستشهاد.
مختصر عن تاريخ حماس النضالي وقادتها منذ التأسيس
كانت بداية حماس في قلب الأرض المحتلة عام 1987 حينما انطلقت من رحم الانتفاضة الأولى في فلسطين.
ترى الجماعة النور كحركة مقاومة إسلامية تهدف إلى تحرير المقدسات واستعادة الحقوق المسلوبة منذ عقود على يد الاحتلال الإسرائيلي.
لم تكن الثورة مجرد استجابة لغضب اللحظة بل كانت منبعًا لنضال طويل ومتصل جسدته جهود قياداتها الذين زرعوا في وجدان الشعب روح المقاومة والصمود.
في عام 1992 تولى الشيخ أحمد ياسين قيادة الحركة بعد سنوات من العمل الدعوي والعمل المقاوم، كان ياسر عرفات يواجه حينها تحديات سياسية كبيرة وداخلية، أما الشيخ أحمد ياسين فكان يتحرك في خضم مقاومة ذات أوجه متعددة من مسيرات شعبية إلى عمليات فدائية أهلتها إرادة شعب ورغبة عارمة في استعادة الحقوق.
لم تكن حماس مجرد رد فعل أو حركة ذات زخم عابر بل كانت صناعة قرار وتصميم على البقاء والصمود تحت قصف الاحتلال تحت وطأة الاعتقالات والاغتيالات التي استهدفت قياداتها.
كان الشيخ أحمد ياسين مفعما بالحكمة والصبر وهو يقود المقاومة من خلف الأسوار حتى استشهد في عام 2004 إلا أن روح مقاومته تناقلت عبر الأجيال التي سار على دربها بعده قادة مميزون على رأسهم خالد مشعل وخليل الحية وغيرهم بالميدان كيحيى السنوار وجيله ومن بعده، يواصلون المسيرة ويدعمون حلم التحرير الذي يتجدد مع كل مواجهة جديدة وكل صاروخ يرفع من مدن غزة إلى ربوع فلسطين مرورا بكل محطات النضال التي عرقلت المحتل وأربكت حساباته طوال عقدين من الزمن.
وفي كل محطات التاريخ النضالي لحماس تبرز تلك الأدوار البطولية التي رسمتها قادة وأفرادٌ تملؤهم ملامح الإصرار والثبات حتى الساعة يعيشون على أمل أن تعود فلسطين كلها حرة مستقلة، وزمن النضال لا يوقفه أي سجن أو اغتيال أو محاولات إجهاض يتوارثون حب الوطن ويؤمنون أن المقاومة حق مشروع وأنها السبيل الأوحد لدحر الاحتلال واستعادة الحق المغتصب.