حمدي شفيق يكتب: لا تتعجلوا النصر
لو كان تعجيل النصر خيرًا لناله الأنبياء والرسل الكرام، عليهم الصلاة والسلام، والصحابة الأعلام، رضي الله عنهم ورضوا عنه.
فما نحن بأكرم على الله منهم، ولن نسبقهم إليه، ولن يخصّنا الله به دونهم.
ألا تعلمون أن نوحًا عليه السلام قد جاهد لدعوة قومه 950 سنة، ورغم هذا لم يؤمن معه إلا عدد قليل، حملتهم جميعًا سفينة واحدة ؟!!!
ألم يكن ربّ العزة بقادر على نصره وإبادة الكافرين في أقل من لمح البصر؟!
وهذا موسى كليم الله عليه السلام، تعرّض قومه من قبل مولده للبطش والأذى والإذلال مئات السنين، واستمر هذا حتى بعد بعثته، إلى أن جاء النصر، وأهلك الله فرعون وهامان وجنودهما أجمعين..
بل استشهد كثير من الأنبياء، وأُلقى خليل الله إبراهيم في النار، وتعرّض يوسف للسجن، وفقد أبوه يعقوب البصر سنين، وابتلى أيوب بالمرض، واحتُبس يونس في بطن حوت، وهذا كُلّه على سبيل المثال وليس الحصر..
ولو شاء المولى سبحانه لهدى أهل مكة والناس أجمعين، وما تحلّى الحبيب صلى الله عليه وسلم بالصبر على الدعوة واحتمال الأذى 13 عامًا في مكة، وما كان قد احتاج وأصحابه إلى الهجرة منها إلى يثرب، وخوض الكثير من الحروب دفاعًا عن الدين والنفس!
ومن بعده استمر جهاد الأصحاب والتابعين لهم بإحسان مئات السنين..
فاستمرار الجهاد فترة أطول يعنى تطهير وصقل النفوس، والتهذيب والإصلاح والتمحيص.. وكل لحظة ابتلاء تمر على المسلم الصادق ينال بها مزيدًا من الأجر العظيم، على كل حركة أو كلمة ينصر بها الحق ابتغاء وجه الله،
بغض النظر عن النتائج التي تتحقّق على الأرض..
فلا تحزنوا ولا تتألموا.. شهيدكم سعيد، وجريحكم حميد،
وأسيركم فى كنف الحفيظ المجيد..
والباقون منّا يحملون رايات العزة والكرامة والعدالة والتوحيد..
ولن يقع في ملكه سبحانه و تعالى إلا ما يشاء ،كما يشاء، في الوقت الذي يشاء.
فثقوا بربكم واصبروا واثبتوا وأبشروا ..
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)