“حُلَلُ الأرواح”.. شعر: منتصر ثروت القاضي
يا جارةً فُتُّها والدمعُ مدرارُ
وليس لي في مقام الجبنِ أعذارُ
ما رَبع عزة أبكي والمقام صبا
بل رُعْب غزة والنيرانُ أمطارُ
من بدّل الحُسنَ حزنًا فالبيوتُ على الـ
مدى مقابرُ والزيتونُ صَبَّارُ
من قال للطفل لا تبغِ النجاةَ وفي الـ
حطام أختكَ والجدرانُ تنهارُ
كبيرُها أنت يا ابني الآن إذْ رَحَلَ ال
كبارُ فاكبر فلا أهلٌ ولا دارُ
ومن سقى بدم الأطلال غيظَ ثَرَى
أرضٍ فَهَبَّ من الأطفال ثوارُ
أيا حواصل خُضر الطير يا حُلَلَ الـ
أرواح هل لك من داوود مزمارُ
أغرى الرجال بلحنٍ من عذوبتِهِ
كم فَرَّ لله فوق النار كَرَّارُ
اضرب ولا تلتفت صوب الأُلى خاروا
اضرب فعرشك خُلْدٌ دَرْبُهُ النارُ
ذي سلعةُ الله في العليا وأنت لها
فلن يضيرك حِصْنٌ خَلْفهُ فارُ
هذا زمانُ رجالِ الحرب حِكْمَتُهُ
أن الذي في يديه النارُ قهّارُ
أعداؤك الجبناء الغدر منطقهم
كم يَرهبونك والجدرانُ أستارُ
وكم سلاحٍ صريعٍ خلّفوا هربًا
وكلهم من ضواري الحق فَرّارُ
عليك سبك الضواري من معادنهم
وما عليك إذا لم يسعفِ الجارُ
إن الذين بغوا في الأرض حاق بهم
قبل الجحيم من الأهوالِ إعصارُ
يزلزل الأرضَ تحت الفاجرين فلا
يبقى عليها من الفُجار دَيّارُ
اضرب فهذي مصاريعُ السما فُتِحَتْ
وقد أغاثك من ذي العرش أطهارُ
دع المواثيقَ تملأ جوف ذِلَّتنا
واضرب فميثاقك التحريرُ والثارُ
فإن بكت أسفل الياسين قبّتهم
فكم بكت خلف وجه الأرض آثارُ
أَرْهِبْ ورَوِّعْ وشَرِّدْ إن ذا شرفٌ
لم يَدْرِهِ من رعاع القوم أغرارُ
ودع فلاسفة التنظيرِ يبتدعوا
من النعوت وإن ضلوا وإن جاروا
وارمِ الذي أنت رامٍ صوب وجهتِهِ
ومن ورائك في العلياء جَبَّارُ
ذَرْ طاولات الذين استمرأوا ضعة الـ
تصويت صِحْ إنّ صوت الحق هَدّارُ
أتت قذائفكم تملي إرادتَها
فلتُخْرِس النارُ ما يَسْتَكْتِب العارُ