أبوبكر أبوالمجد|ما العدوان على غزة لا يزال مستمرًا، إضافة لتهديد الاحتلال بحرب طويلة الأمد، وكلنا يدرك أن الكيان لم يدخل حربًا طويلة من قبل، وحتى مع مصر، كانت حرب استنزاف، وليست مواجهات متصلة، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل، هل يستطيع الاحتلال تحمل خسائر هذه الحرب الطويلة اقتصاديًا، وما هي الخسائر الاقتصادية للعدو الصهيوني من عملية طوفان الأقصى إلى الآن؟
يقول، الباحث والمحلل المتخصص في الجيوبولوتيك والشؤون الدولية، الجزائري، سيف الدين قداش، في تصريح خاص لـ”الأمة”، إن الاقتصاد الصهيوني تضرر بشكل فعلي جراء الدفاع البطولي لقطاع غزة المقاوم، حيث سيؤدي الوضع إلى تفاقم وتباطوء حاد في نمو اقتصاد الكيان، كما سيرتفع الإنفاق العسكري غير المنتج، وكذلك سيؤدي التجنيد إلى إغلاق وتقلص قطاعات في الاقتصاد الصهيوني، ويتوقف عمل القطاع السياحي وسيصاب الاقتصاد الصهيوني بالضمور جراء الاضطراب الأمني، وقد بدت معالمه بانخفاض حاد في مؤشرات بورصة تل أبيب تجاوز 6 بالمائة، وانخفاض الشيكل بنسبة 3 بالمائة، وآليا سينخفض السلوك الاستهلاكي جراء الاغلاق، وبالتالي سيرتفع الانفاق العام ويتوسع العجز الحكومي، بسبب إرتفاع الانفاق وانخفاض الدخل.
وأضاف، قداش، كما هو معروف سيعود التضخم من جديد نتيجة ضعف نمو الاقتصاد وارتفاع أسعار الفائدة، وسيؤدي الوضع الأمني المضطرب إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية جراء ضعف ومخاطر الإمداد، كما أن إرتفاع أسعار المحروقات من غاز وبترول المستعمل في لوجستيك جيش الاحتلال سيرفع أعباء وتكاليف تسيير العملية الإرهابية الصهيونية ضد غزة، وزيادة على ذلك خسائر عملية “فوضى الطوفان”، حيث سيتكبد الاحتلال تكلفة معتبرة للتعويض والإعمار، فضلًا عن تعطل الاقتصاد مع هروب آلاف العمال والمستثمرين من الأراضي المحتلة، وتوقف شركات الطيران والشحن وتعطل حركة النقل خاصة توقف دخول العمالة من الضفة وغزة وتوقف آلة اقتصاد الاحتلال، مع إمكانية إستمرار الوضع لأسابيع أو أشهر جراء تفاقم الصراع.