الأمة الثقافية

“خالدٌ في كلِّ عصرٍ خالدُ”.. شعر: محمود غنيم

خالدٌ في كلِّ عصرٍ خالدُ

ذِكرُهُ لحنٌ على كلِّ لسانْ

قائدٌ لم يَدْنُ منهُ قائدُ

سابَقَ النجم اسمُهُ في الدَّوَرَانْ

قائِدٌ أرخَص في الله الحياةْ

وتحدَّى الموْتَ مرفوعَ الجبين

كلَّمَا سَارَ إلى غَزْوِ عداهْ

حالفَتْ رايتُهُ النَّصر المبينْ

وَأتَى في غزوِه بالعَجَبِ

سائلُوا كسرى به والموبِذَانْ

سائلوا التاريخَ، يَصْدُقْ في الخَبَرْ:

أيُّ عرشٍ تحتَ سيفِ اللهِ لانْ

كان كالطَّوْدِ ثباتًا فاندَثَرْ

وغَدَا أَقْصُوصَةً في الكُتُب؟

عَرَفَ القْيصرُ سيفَ ابنِ الوليدْ

وهْوَ ربُّ التاج ربُّ الصَّولجانْ

سائلوا «اليَرْمُوك»: كم شابَ وليد

من بنِي الرومِ وكم فرَّ جبانْ

فزعًا مِنْ سَيْفِهِ المُخْتَضِبِ؟

صاغَهُ اللهُ كما صاغ البشَرْ

خالدٌ كُوِّنَ من ماءٍ وطينْ

لم يكنْ يحمِلُ قلبًا من حَجَرْ

بل بإيمانٍ تحلَّى ويقينْ

قوةُ الإيمانِ سرُّ الغَلبِ

فارسٌ لم يدْر معنى الانهزامْ

معَهُ سيفان: هنديٌّ، ودينْ

شاهرٌ إحدى يديه بِالحسامْ

وكتابٌ في اليد الأخرى مبينْ

وكِلاَ السيفين ماضي المضْرِب

نصَرَ اللهَ بعزم لا يلينْ

وتحدَّى الشِّركَ سيفُ ابنِ الوليدْ

إنْ يفُزُ في الحرب، فالنصرُ المبينْ

أو يُمتْ، فهْو لدى الله شهيدْ

فاز في جنته بالأرَبِ

بطلٌ ما رامَ أسبابَ النجاةْ

في وغّي، أو خافَ من وقْع حُسامْ

طَلبَ الموتَ، فَوَاتَتْهُ الحياةْ

كلَّما خَاض الوغى يبغي الحِمامْ

فر منه، ممعنًا في الهربِ

مات في مضْجَعه الليثُ، فقالْ:

كيف أقضِي بسوى حدِّ السِّلاحْ؟

أخَطأ الموتُ بميدان القتالْ

ذلك الجسمَ الذي أعيا الجراحْ

بعد أن جدَّ له في الطَّلب

خالدٌ في كلِّ عصرٍ خالدُ

ذكره لحنٌ على كلِّ لسانْ

قائد لم يَدْنُ منه قائدُ

سابَقَ النجمَ اسمُهُ في الدَّوَرَانْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى