د. خالد حمدي يكتب: ماذا نفعل لنعذر إلى الله في امتحان غزة وفلسطين؟

تسألني ماذا نفعل لنعذر إلى الله في امتحان غزة وفلسطين؟

وأنا أقول لك:

**أولا: افزع إلى الله ذكرا كنت أم أنثى دامعة عينك مرتعشا بدنك مستمطرا رحمة ربك فالله يقول”فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا” وسبحان من يرفع البلاء بالدعاء.

**ثانيا: أيها العاكفون على الهواتف تندبون حظوظكم، وترثون إخوانكم لو عكفتم على المصاحف معشار ما عكفتم على الهواتف لتَغيَّر في الأمور أمور، فاهرعوا إلى البقرة وآل عمران فاقرؤوها شفاعة لإخوانكم فالله الذي جعلهما يشفعان لصاحبهما في الأخرى يقبلهما بإذن الله شفاعة في الدنيا.

**ثالثا: أحضر أولادك وأهلك أمام شاشات التلفزة، ومقاطع اليوتيوب، واجعلهم يشاهدون الأخ الذبيح والابن الجريح والأخت المسلمة الممزقة في الطرقات، علهم يمتلئون غضبا ويعبؤون سخطا على من فعل بأهليهم ما فعل، فالمعارك القادمة تحتاج أنفسا حرى، ومشاعر غضبى وقلوبا ملتاعة، وعدونا شحن جنوده كرها لنا بالباطل فلنملأ قلوبنا كرها لهم وحنقا عليهم بالحق!!

**رابعا: اخلعي أختاه بعض حليك، وأخرج أخي بعض مدخراتك ولو كانت جنيها وابذلها للمجاهدين وأهليهم وأصحاب الثغور من إخوانك وأخواتك.. فجهاد المال لمن لا يستطيع بذل النفس مقدم على غيره.

**خامسا: اشترك الآن لولدك عند أقرب مدرب للألعاب القتالية، وتدرب معه إن استطعت وإلا فخفف جسمك وجدد نيتك لأن جهاد التحرير بدأ، و(عبادا لنا) خرجوا وظهروا، والذي قعد اليوم عن الاستعداد، سيقعد غدا عن الجهاد.

**سادسا: لنعد سنة القنوت في صلواتنا الخمس إن استطعنا في المساجد والبيوت، فما شرع القنوت إلا للشدائد.

**سابعا: اقرؤوا عن العدو وتاريخه الطويل في الحقد والخيانة وحفظوها لزوجاتكم وأولادكم فأول جهاد العدو العلم بما عنده.

**ثامنا: إذا صار آخر ما عند العلماء صرخة يصرخونها أو كلمة يكتبونها فما فضلهم على العوام إذن؟!

نحتاج فتاوى العلماء الصريحة في جهاد الكافرين والمنافقين بجميع صنوفهم وألوانهم دون تزيين أو تلوين أو مواربة، فما فجر الحكام إلا لما غاب العز بن عبد السلام.

**تاسعا: ضعف مصر سبب ما يحدث من تجرؤ على إخواننا في فلسطين وبلاد الشام، لأن العدو لم يجرؤ على الشام يوما، إلا عندما ضعفت أختها الكبرى مصر عن مؤازرتها، وإذا كان حضور مصر وصحوة أهلها في السابق واجب فبعدما يحدث في بلاد الشام وفلسطين أصبح أوجب.

**عاشرا: كل من استطاع نجدة إخوانه هناك بنفسه مجاهدا أو مشاركا مع قوافل الإغاثة سيما في مصر والأردن فليفعل… فليس هناك استئذان عند احتلال الأوطان.

**حادي عشر: بثوا الأمل وصبروا المبتلين وأيقظوا الأمة، فطمأنينة القلوب أول النصر في الحروب.

**ثاني عشر: القاتل هو من نأكل من صنعه، وندرس مناهجه، ونتكلم لغته، ونشاهد أفلامه، ونشجع فرقه، ونملأ بيوتنا بأدوات يحرقنا بأثمانها، فمن استطاع منكم أن يؤذيه في شيء مما مضى فليفعل، ولا يستقلن نفسه، فلن يحاسبنا الله إلا فرادى.

**ثالث عشر: ما كان لأمة طال رقادها إلا أن تستيقظ بجروح يوجع قطعها، ويؤلم وقعها، فاجعلوا ما يحدث موقظا من طول الرقاد، ومصحصحا للعباد، فما كانت الملاحم الكبرى إلا بعد أن تتابعت هزائمنا تترى.

وكلي يقين أن هذه الشدائد العظام منحة قبل أن تكون محنة، وعطاء قبل أن تكون ابتلاء.

“يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون* وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين*)

د. خالد حمدي

باحث وداعية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights