خامنئي في مأزق.. رقعة الشطرنج تقترب من نهايتها والسقوط بات وشيكا

 

ترامب وخامنئي

في المشهد السياسي الإيراني، يعيش الولي‌الفقیه علي خامنئي وضعًا صعبًا حيث إن أي خطوة يتخذها لا تزيده إلا اقترابًا من نهايته المحتومة.

وكما في لعبة الشطرنج، قد يحاول اللاعب تأخير خسارته، لكن الأزمات المتصاعدة تحيط بالنظام من كل جانب دون أي مخرج واضح. ومع مرور الوقت، تزداد حدة التحديات، مما يسرّع من انهياره.

شهد عام 2024 سلسلة من الهزائم الاستراتيجية التي عمّقت عزلة خامنئي ونظامه. فقد خسر النظام نفوذه الإقليمي، ولم يعد يملك أوراق ضغط فعالة على الساحة الدولية. داخليًا، أدى فقدان إبراهيم رئيسي والاضطرار إلى تعيين بديل ضعيف مثل مسعود بزشكيان إلى كشف حجم التخبط داخل أركان الحكم.

كما أن الاقتصاد المنهار والحكومة العاجزة عن إدارة البلاد جعلا الوضع أكثر سوءًا، حيث أصبحت إيران على شفا الانهيار المالي.

وعودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية زادت من وطأة الضغط على النظام الإيراني. رغم تباين التصريحات القادمة من واشنطن، إلا أن السياسة الأساسية واضحة: «الضغط الأقصى».

وقد بات جليًا للنظام الإيراني أن خياراته تضيق أكثر من أي وقت مضى.

محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، وصف الخيارات المطروحة أمام النظام بأنها «نزع للسلاح»، فيما اعتبرها عباس عراقجي بمثابة «استسلام».

ترامب والمفاوضات

وحتى الإعلام الموالي للنظام، مثل صحيفة “فرهيختكان”، لم ينكر الواقع، حيث كتبت: “المذكرة الأمريكية الجديدة تحمّل إيران مسؤولية عمليات حماس في 7 أكتوبر، وتصف الحرس الإيراني كمنظمة إرهابية، وتسعى إلى تفكيك القدرات العسكرية والصاروخية والنووية لإيران، بالإضافة إلى استهداف صادرات النفط إلى الصين”.

إصرار خامنئي على رفض أي تفاوض مع الولايات المتحدة زاد الطين بلة. فقد أراد إرسال رسالة بأنه غير محتاج للمفاوضات، لكنه في الواقع جعل العودة إلى طاولة التفاوض أكثر صعوبة وكلفة.

هذا الموقف أدى إلى تصاعد الانقسامات داخل النظام، حيث يرى البعض أن التفاوض أصبح ضروريًا، بينما يحذر آخرون من أن الاستمرار في العزلة قد يجر البلاد نحو مواجهة عسكرية خطيرة.

منذ 7 أكتوبر 2024، شهدت المنطقة تغيرات جوهرية عمّقت أزمة النظام. الضغوط الإقليمية المتزايدة جعلت خيارات إيران أكثر تعقيدًا، وقلّصت من هامش المناورة لديها، مما أجبر النظام على مواجهة تحديات غير مسبوقة.

وفي سياق هذه الضغوط المتزايدة، شهدت باريس خلال الأسبوع الأخير تظاهرة ضخمة شارك فيها 20,000 من الإيرانيين الأحرار، فيما شهدت مدينة ميونيخ أيضًا احتجاجات شارك فيها المئات.

المتظاهرون في كلا المدينتين رفعوا شعارات تدين السياسات القمعية للنظام الإيراني، وطالبوا المجتمع الدولي بدعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وبرنامجه السياسي المتمثل في المبادئ العشرة للسيدة مريم رجوي.

هذه الاحتجاجات تعكس تصاعد الحراك الشعبي ضد النظام، وتمثل رسالة قوية تؤكد أن الشعب الإيراني مصمم على إسقاط حكم الملالي واستبداله بنظام ديمقراطي.

احتجاجات شعبية 

ولكن التهديد الأكثر خطورة لا يأتي من الخارج، بل من الداخل. فالانتفاضة الشعبية تلوح في الأفق، وشرائح واسعة من الشعب الإيراني لم تعد تخشى النظام.

واثبتت التظاهرات والاحتجاجات الواسعة خلال الذكرى السنوية للثورة الإيرانية عام 1979 أن الشارع الإيراني لم يعد خاضعًا للقبضة الأمنية للنظام. فالموجة المتصاعدة من الغضب الشعبي أصبحت عاملاً رئيسيًا قد يحدد مستقبل الحكم في إيران.

الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة تضع النظام أمام سيناريو قاتم. ومع تفاقم معضلة الخلافة بعد خامنئي، يصبح المشهد أكثر تعقيدًا. كل المؤشرات تدل على أن النظام يقترب من نقطة اللاعودة، حيث لم يعد أمام خامنئي سوى مواجهة النهاية المحتومة. رقعة الشطرنج قد أُعدّت، والخطوة الأخيرة باتت وشيكة.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights