خباب مروان الحمد يكتب: العيوب الخفية في النفس البشرية
من العيوب الخفية في النفس البشرية وقد يحصل هذا لبعض طلبة العلم؛ أن تطرح مسألة فقهية فيجيب عنها الشخص بجواب لم يتحقق منه؛ بل أجاب بما طرأ على ذهنه، أو بما هو مشتهر عموما دون فحص وسبر لحقيقة القول؛ وقد يجيب عن ذلك في إنكار قول آخر يجهله أو يجهل تفصيل تفريعاته.
فإذا ما جوبه بأن هذا القول مذكور غير منكور وأن عليه حجة وأدلة ؛ ثم طفق يبحث عنه وتتجلى لديه حقيقة القول وأنه ليس قولا مستنكرا ولا غريبا بل هو قول فقهي معروف ومذكور ولا يعد من نكارات الفقهاء ولا من شذوذات الفقه؛ فإنه يعز عليه أن يخطئ نفسه في موقف استنكر فيه ذلك القول؛ وينتقل لصفة ذميمة بعدما اكتشف الحقيقة وهي صفة المكابرة عن الاعتراف بخطأ وقع فيه، فترى أنه يحاول التهويل على القول الآخر بأقيسة وظنونات ليست من بابة البحث ولا من مقصد أصحاب القول الفقهي الذي قاله ويحاول أن يجمع كل ما خطر على ذهنه لتقبيح وتشنيع القول الآخر.
والقصد؛ أنه كان بإمكانه أن يقول بكل أريحية نفسية ما ظننته كان ليس في محله؛ وما منا إلا راد ومردود عليه، ومن الذي ما أخطأ قط…
وإذا بقي مصرا على موقفه في مناقشة القول الذي استنكره فهو من حقه إن كان قوله على جادة الفقهاء؛ وله أن يزيد في أدلته ويحشد له الحجج؛ ويناقش القول الآخر ويبين عدم رجحان أدلته.
أظن أننا في النقاش الفقهي نحتاج إلى كثير من التحرر من أغلال النفس؛ وأن نهتم بالباعث الأخلاقي في التعامل كما نحرص على إظهار الباحث الفقهي في التذاكر والتقاول.