أقلام حرة

خباب مروان الحمد يكتب: لا حزن.. ولا يأس.. ولا هوان..

حياتنا في فلسطين تحت قمع الاحتلال تعج بالابتلاءات الشديدة تحت عدوان بني صهيون.

ذلك لن يُحرّك في قلوبنا إلاّ التفاؤل، ومدافعة اليأس، والتراحم بيننا، وتوثيق أواصرنا..

فلا حزن.. ولا يأس.. ولا هوان..

والمُسلم يُدرك أنّ منن الله في مِحَنِه، وسره في حِكَمِه، ولو تألم عباده !

قال عزّ وجل:

{ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }.

وقال سبحانه :

{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.

ثمّ إنّ الدنيا أحوالها قُلّب، وأيامها دُول، وتغيراتها في اختلاف أحوالها..!

أما ترونها حمّالة المصائب، كَدِرَةُ المشارِب، تُورِثُ للبَريَّة أنواعَ البلية، كما قيل:

تناضِلهُ الأوقاتِ مِنْ كلِّ جَانبٍ*فَتخطئهُ طَوراً وطَوراً تصيبهُ

إلاّ أنّ أهل الإيمان يتلازم إيمانهم مع الصبر والثبات والثقة واليقين بنصر الله.

المؤمنون على عناية ربهم يتوكلون

لا خوف يفزعهم ولا هُم بالحوادث يحزنون

ثقة الكريم بنفسه تعلو به فوق الزمن

والحزن سم قاتل لا تشربوا سم الحزن

حين كَتَبَ بَكْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ إِلَى أَبِي الْعَتَاهِيَةِ مِنَ السِّجْنِ يَشْكُو إِلَيْهِ طُولَ الْحَبْسِ وَشِدَّةَ الْغَمِّ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:

هِيَ الْأَيَّامُ وَالْغِيَرُ * وَأَمْرُ اللَّهِ يُنْتَظَرُ

أَتَيْأَسُ أَنْ تَرَى فَرَجًا * فَأَيْنَ اللَّهُ وَالْقَدَرُ؟!

إنّه الله سيُقدّر يوماً ويأتي به فيكشف عنَّا السوء برحمته، فليس دورنا مراقبة أعمال الله، بل مراقبة أعمالنا حين ينزل قضاء الله، ومن ذلك أنّه حالما يشتدّ البلاء فليشتد الصبر؛ كما قال الشاعر في رائعته:

تعودت مس الضر حتى ألفته * وأسلمني طول البلاء إلى الصبر

ووسع صدري للأذى كثرة الأذى * وكان قديماً قد يضيق به صدري!

إنّ أهل الإيمان في كلّ الأحوال لا يتغيّرون في شدّة البلاء بل يزداد إيمانهم وتتزن أخلاقهم.

فلنجعل الإيمان والصبر رفيقان نتواصى بهما؛ وكما نتواصى على الحق؛ فعلينا أن نتواصى بالمرحمة؛ فتلك شِيمة أهل الإيمان والعمل الصالح.

افتح مصحفك واقرأ سورتي العصر والبلد، ثم سبّح ربّك كثيراً.

واذكره واشكره واستغفره واعمر الأرض بأمره وكن أميناً على شِرعته.

#طوفان_الأقصى

خباب مروان الحمد

باحث في مركز آيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights