أشار تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن هناك احتمالاً بنسبة سبعين في المئة أن يتجاوز متوسط ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال الفترة ما بين عام ألفين وخمسة وعشرين وألفين وتسعة وعشرين حاجز درجة ونصف مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية وهي العتبة التي حذرت اتفاقية باريس للمناخ من تخطيها نظراً لما يترتب على ذلك من آثار كارثية على النظام البيئي العالمي وتوقعت المنظمة أن السنوات المقبلة قد تسجل درجات حرارة غير مسبوقة ما يعني اقتراب الكوكب من نقطة اللاعودة التي يصعب معها عكس المسار
وقد أفادت المنظمة أن متوسط درجة حرارة الأرض السنوي ارتفع بشكل متزايد منذ ستينيات القرن الماضي وأن العقد الماضي تحديداً كان الأشد حرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عالمياً وتعزى هذه الظاهرة في المقام الأول إلى تركّز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بمستويات لم تُسجل منذ أكثر من ثمانمائة ألف عام وفقاً لتحاليل عينات الجليد القديمة والتقارير المناخية الحديثة
ويقول الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية البروفيسور بيتيري تالاس إن المناخ يتغير أمام أعيننا بوتيرة متسارعة مدفوعة بانبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية وأضاف أن درجة حرارة سطح الأرض في ارتفاع متواصل وأن تجاوز عتبة الدرجة ونصف بات مسألة وقت فقط إذا لم يتم اتخاذ تدابير جذرية
وفي تأكيد آخر على خطورة الوضع البيئي العالمي حذرت الوكالة الأوروبية للبيئة من أن كل عُشر درجة إضافية فوق المعدل التاريخي يزيد من احتمالية موجات الحر وحرائق الغابات وذوبان الجليد وارتفاع مستويات البحار كما دعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة خمسة وأربعين بالمئة بحلول عام ألفين وثلاثين مقارنة بمستويات ألفين وعشرة لتجنب الآثار الأسوأ
وفي ظل هذه التوقعات المقلقة تبرز دعوات الخبراء والمؤسسات البيئية حول العالم إلى ضرورة الإسراع في التحول نحو الطاقات المتجددة وزيادة الاستثمار في حلول التكيّف مع التغير المناخي وإنفاذ الالتزامات الدولية دون تأجيل إذ أن تباطؤ الجهود يعني القبول بمستقبل أكثر سخونة وجفافاً وتقلباً مناخياً بما يهدد سبل العيش والاستقرار البيئي للكوكب بأسره