حذّرت خبيرة روسية من أن التهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية وعقوبات ثانوية قد تؤدي إلى تسريع جهود شركاء روسيا الرئيسيين لتقليل اعتمادهم على السوق الأميركية، في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية بين موسكو وواشنطن.
وقالت يوليا دافيدوفا، الأستاذة المساعدة بقسم التحليل السياسي والعمليات الاجتماعية النفسية في جامعة بليخانوف الروسية للاقتصاد، إن الإجراءات التي يلوّح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تؤثر على الاقتصاد الروسي، لكنها أيضًا ستدفع شركاء روسيا، مثل الصين وتركيا والهند ودول البريكس، إلى إعادة توجيه تدفقاتهم التجارية نحو أسواق بديلة.
وأضافت دافيدوفا، في تصريحات نقلتها وكالة “نوفوستي”، أن الاقتصاد الروسي اعتاد بالفعل على ضغوط العقوبات الغربية، ما يجعل تأثير العقوبات الجديدة محدودًا، لافتة إلى أن “الرسوم الثانوية التي يلوّح بها ترامب ستمارس بعض الضغط، خصوصًا على القطاعات التصديرية، لكنها لن تحقق الأهداف المرجوة للإدارة الأميركية”.
وأشارت إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تسريع برامج الاستغناء عن الواردات وتعزيز الإنتاج المحلي داخل روسيا، معتبرة أن الولايات المتحدة نفسها تعتمد على واردات النفط الروسي منخفض التكلفة، وهو ما يشكل عاملاً في تقليل تكاليف الإنتاج الأميركية.
وتابعت دافيدوفا: “ترامب يرى أن ملف أوكرانيا وروسيا مجرد صفقة تفاوضية، بينما بالنسبة لروسيا، هو قضية تتعلق بالمصالح الجيوسياسية والمستقبل الاستراتيجي للمنطقة”.
وجاءت تصريحاتها بعد إعلان ترامب أن بلاده قد تفرض رسوماً تصل إلى 100% خلال 50 يومًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الأزمة الأوكرانية. وأكدت مصادر في البيت الأبيض، نقلًا عن وكالة “رويترز”، أن ترامب يفكر في استخدام كل من الرسوم والعقوبات الثانوية ضد الدول التي تشتري النفط الروسي.
وفي هذا السياق، سجلت السوق الروسية للأسهم ارتفاعًا بنسبة 2.73% خلال تداولات الاثنين، في مؤشر على تسارع وتيرة النمو رغم الضغوط الخارجية.