خبير اقتصادي يكشف الأثر الاقتصادي لهجمة الاحتلال على غزة والعرب
أبوبكر أبوالمجد: لكل حرب أثر اقتصادي يصاحب الأثر العسكري بدون شك في ذلك، وهذا ما يدفعنا للوقوف على الأثر الاقتصادي لهذه الهجمات الإرهابية للاحتلال الصهيوني على غزة؛ لكن عربيًا هذه المرة.
ويقول الباحث الاقتصادي الجزائري والمتخصص في الجيوبولوتيك وشؤون السياسة الدولية، سيف الدين قداش، لقد ساهمت الإبادة الصهيو-غربية ضد غزة في رفع أسعار النفط في اليوم الأول ليعود للانخفاض؛ لكنها بشكل وبآخر هي وضعية تؤثر على المدى القريب على الدول الفاشلة اقتصاديًا مثل لبنان وسوريا، والتي تعاني من إنهاك وحصار ممنهج، لجعلها دول ضعيفة ومهلهلة، كما أنها ترفع العبء الإنساني والاقتصادي على مصر التي لديها دين خارجي ضخم جدًا يصل ل 157 مليار دولار يكبل قدراتها الإستراتيجية، ويجعلها تعمل على تحقيق التعافي الاقتصادي بعد هبوط قيمة الجنيه ونمو التضخم خاصة في السلع الأساسية بالسوق الدولية، كما تعاني الأردن كذلك من وضع اقتصادي متفاقم جراء التحولات الاقتصادية العالمية بحكم أنها بلد يعتمد على المساعدات، لذا فكل هذه الدول مستوردة للطاقة وللسلع واندلاع نزاع إقليمي سيجعلها في وضع صعب.
وأضاف قداش، إن الوضع في غزة يمكن أن يتحول بشكل إيجابي على دول الخليج النفطية في حال تحول الصراع إلى إقليمي، مما سيرفع مستوى القلق حول إمدادات النفط والغاز، ما من شأنه أن يرفع أسعارها، وستتأثر بها دول كمصر والأردن، ولبنان وسوريا.
وكشف الياحث، أن أثر هذه الهجمات بدا على مصر خاصة، وظهرت تداعياتها الأولية، حيث توقيف شركة شيفرون إمدادت الغاز لمصر لتصديره عبر حقل تمار البحري الفلسطيني، فضلًا عن تهديد قناة السويس التي تمر بها 12 بالمائة من التجارة الدولية، بالإضافة إلى أن اندلاع حرب إقليمية يؤدي لخفض مستوى قدوم السياح للحد الأدنى، مما يهدد دول الطوق بتقليص مداخيلها من العملات الصعبة.