أقلام حرة

خطاب الشيخ أسامة الرفاعي هو المسطرة الذهبية للمشروع الإسلامي في سورية

التوجيه السياسي والترشيد المعنوي المطلوب

مضر أبو الهيجاء

تمخض الجبل فولد فأرا في نواحي سورية المباركة!!!

هذا هو حال إسرائيل المستكبرة، والتي رتبت منذ زمن طويل علاقتها بالدروز في فلسطين وسورية!

إن الحراك الدرزي لبعض شواذ الدروز وأتباع حكمت الهجري، الذين استزلتهم إسرائيل لتستخدم لحوم ودماء أبنائهم في سبيل توسعها، وبهدف منع نهضة التجربة الإسلامية الواعدة في أرض الشام، عبر احداث اضطراب مستمر يمنع السوريين من التركيز في مرحلة البناء المطلوب، ويخرجهم -لا سمح الله- عن السكة الواجبة للنهضة الذاتية، والانعتاق من القوى الدولية التي تستعبد الدول والشعوب … أقول إن هذا الحراك المدان أحمق لم يع الدرس الإيراني والذي استخدم حزب الله اللبناني لصالح أجندته ومشروعه في الشام، فاحترق حزب الشيطان، وخسرت إيران.

إن إسرائيل المستكبرة تكرر تجربة ملالي إيران، فإذا كانت الأخيرة قد استهلكت الشيعة، وشوهت صورتهم وأنهت اندماجهم الطبيعي في دول المنطقة، فإن إسرائيل تتبع خطى ولي الفقيه في استخدامها الدروز لصالح تصورها الذي يسعى لتمزيق وإضعاف سورية، وذلك بعد أن رحل وفر الوكيل، فانكشفت ثغرات الارتباط بين المشروع الصهيوني والطائفي، وذلك بعد أن غاب بشار الأسد الحارس الأمين لحدود إسرائيل.

فكيف يرضى الدروز الوطنيون اليوم، أن يكونوا أداة قذرة تستخدمها إسرائيل الزائلة، فيما تستغني الطائفة عن نعمة وجودها في أرض الشام المباركة والباقية، وحضن شعبها الكريم!

هل نسي الدروز والنصارى في سورية ولبنان الموقف الأخلاقي للعالم والمنقذ العظيم الأمير عبد القادر الجزائري، حين أنهى أنهار الدماء التي وقعت في المذابح بين النصارى الموارنة والدروز، حيث بدأت عام 1845 وامتدت من لبنان الى سورية خلال خمسة عشر عاما حتى أنهاها الأمير عبد القادر الجزائري، والذي لجأ إلى أرض الشام فكان نعمة وحماية للجميع حتى توفي ودفن في جبل قاسيون.

إن الأمير عبد القادر الجزائري بالأمس هو الشيخ أسامة الرفاعي اليوم، فخطابه الكريم ورؤيته السياسية الأخلاقية التي تنطلق من فهمه للقرآن والسنة ووعيه لسيرة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم، هي صمام الأمان لنسيج أهل الشام سواء في سورية أو لبنان.

أيها الدروز الكرام، إن أمامكم نموذجين أحلاهما مر، وذلك إن تركتم فيكم وبينكم سقط المتاع يرسم مستقبل أجيالكم، فإما أن تكونوا أذلاء صغارا محتقرين ومنبوذين كالدروز في فلسطين، أو تستهلكوا إسرائيليا كما استهلكت إيران الشيعة، فحلت عليهم اللعنة، ودخلوا هم وأجيالهم في تيه عظيم يجاوز تيه بني إسرائيل.

إن أمام كباركم الواعين فرصة عظيمة تجمعكم مع إخوانكم السوريين، وذلك على أرضية المسطرة الذهبية التي خطها مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أسامة الرفاعي صاحب العلم والفهم والخلق الرفيع، الأمر الذي يستدعي طلاقكم مع إسرائيل، وإعلان فك العلاقة بين الطائفة الدرزية وبين الصهاينة المحتلين.

أما لإخواني الكرام من أهل الشام المباركة أحفاد صحابة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فأقول:

والله وبالله وتالله إن من أعانه الله واستطاع أن يزيل النظام الأسدي النصيري الطائفي الإرهابي -الذي أرسى قواعده الفرنسيون، وقواه ومتنه وأمده بكل أسباب القوة الأمريكيون- قادر على إزالة إسرائيل ومن هو أكبر من إسرائيل الزائلة.

فلا تهابوا زناناتهم وطيرانهم وبهرجهم فليسوا أكثر من ضرطة شيطان رجيم، ستفر قريبا إسرائيل كما فر طاغوت الشام وتبين أنه فأر وضيع وقبيح، لم يكن يقوى على البقاء ساعة لولا الدعم الأمريكي الخبيث، وهذا هو تماما حال إسرائيل المستكبرة، والتي ستلفظ أنفاسها بعد أن نبني سورية وتتعافى نسبيا مصر العظيمة والعراق المجيد.

إن واجب الوقت في أرض الشام المباركة هو البناء ثم البناء ثم البناء حتى يشتد قوام السوريين المثقلين بالجراح، وتسترد الشام دورها الحيوي والطبيعي عبر التاريخ، وعند ذلك سنكتشف جميعا كم هو قصير عمر أمريكا المتصهينة، أما إسرائيل القبيحة فدعكم من أمرها، فحين تقوون سيتولى أمرها أطفال غزة والقدس وجنين، ولو بعد حين.

هنيئا لكم بنعمة الشام المباركة والتي لم تنحصر بركتها يوما في أرضها، بل تجلت في انسانها الكريم، وشيخكم في سورية -وشيخنا جميعا في فلسطين- أسامة الرفاعي على ذلك خير الشاهدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى