تقاريرسلايدر
أخر الأخبار

خمس تحديات تواجه عودة أمجاد صناعة السجاد في أفغانستان

تاريخ كبير تنتظر عودته صناعة السجاد في أفغانستان، التي تشتهر بصناعة أفخر أنواع السجاد، حيث تجاوزت صادرات أفغانستان من السجاد 9 ملايين دولار في النصف الأول من 2024، وفق إعلان وزارة الصناعة والتجارة الأفغانية، مما يعكس أهمية هذه الصناعة الحرفية باعتبارها أحد أهم قطاعات الاقتصاد وأكثرها تمثيلا للتراث الثقافي للشعب الأفغاني.

اهتمام عالمي
يقول المتحدث باسم وزارة الصناعة والتجارة الأفغانية، عبد السلام جواد إن أفغانستان صدّرت في النصف الأول من 2024 أكثر من 2400 طن من السجاد الأفغاني إلى مجموعة من الأسواق العالمية بقيمة تراوحت بين 8.7 ملايين و9 ملايين دولار.

وبرزت أسواق رئيسية للسجاد الأفغاني وفق المتحدث، منها باكستان وتركيا والإمارات وأوزبكستان وإيطاليا والولايات المتحدة والهند والصين.

ونقلت شبكة “الجزيرة” عن جواد قوله: “تعمل الوزارة على تسهيل بيئة التجارة وتعزيز قدرة المنتجات الأفغانية على المنافسة العالمية، بما في ذلك السجاد، لتكون هذه الصناعة ركيزة أساسية في نمو الاقتصاد الوطني”.

ورغم أن السجاد يشكل نسبة صغيرة من إجمالي صادرات أفغانستان -التي تتجاوز مليار دولار- فإنه لا يزال يعتبر من المصادر الرئيسية للدخل الوطني في البلاد.

رمزية ثقافية وحرفية
والسجاد الأفغاني، بالإضافة إلى كونه منتجا اقتصاديا، هو جزء من هوية الشعب الأفغاني وتراثه الثقافي، وتتميز هذه الصناعة بتقنيات الحياكة اليدوية العالية الجودة، وتُستخدم فيها الخيوط المصنوعة من الصوف والحرير، مما يبرزها بين الصناعات العالمية.

وتتميز كل منطقة في أفغانستان بنمط خاص من السجاد يعكس خصوصيتها الثقافية، من سجاد قندهار ذي الألوان الدافئة إلى سجاد هرات المزخرف الذي يستوحي فنونه من الثقافة الفارسية.

ومن بين أهم مناطق صناعة السجّاد الأفغاني الولايات الشمالية مثل بلخ وجوزجان وفارياب وسمنجان وتخار، ويعد السجاد التركماني من أبرز وأغلى أنواع السجاد الذي يعكس ملامح عريقة للثقافة والتراث والفن.

وقال رئيس اتحاد صناع ومصدري السجاد الأفغاني، نور أحمد نوري: “سجاد أفغانستان له طابع خاص وهويّة مميزة، لا يمكن لأي سجاد آخر أن ينافسه في الأسواق العالمية. إنها صناعة تمتد جذورها عبر العصور، ولا تزال تحافظ على جودتها العالية”.

خمس تحديات
رغم النجاحات التي تحققها صادرات السجاد الأفغاني، فإن صناعة السجاد في أفغانستان تواجه العديد من التحديات التي تؤثر على قدرتها التنافسية وفاعليتها في الأسواق العالمية، ومن أبرز هذه التحديات:

1/المنافسة العالمية الشديدة: تواجه صناعة السجاد الأفغاني منافسة قوية من دول أخرى مثل إيران وتركيا، وهما تتمتعان بصناعات سجاد متميزة، مما يؤثر على حصة أفغانستان في الأسواق العالمية، خاصة في ظل تقنيات الإنتاج المتطورة للدولتين المنافستين.

ويشكو بعض تجار السجاد في أفغانستان من أن باكستان تصدر السجاد الأفغاني كصناعة باكستانية إلى الأسواق الدولية مما يؤثر سلبا على سوق السجاد الأفغاني وسمعته.

2/الأزمات الاقتصادية والسياسية: تؤثر الظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها أفغانستان سلبا على استقرار الإنتاج، وتعيق توفير المواد الخام بشكل منتظم وترفع من تكاليف الإنتاج، مما يؤدي إلى تأثيرات مباشرة على القدرة التنافسية للسجاد الأفغاني في الأسواق الدولية.

3/البنية التحتية اللوجستية: رغم الأهمية الكبرى لصناعة السجاد، لا تزال البنية التحتية اللوجستية في أفغانستان تحتاج إلى تحسينات كبيرة، إذ يفتقر البلد إلى بنية تحتية قوية في مجال النقل والشحن، مما يعوق وصول السجاد إلى الأسواق العالمية بشكل أسرع وأكثر فعالية.

4/التأشيرات والتجارة الدولية: يواجه التجار والمصدرون الأفغان تحديات في الحصول على تأشيرات سفر إلى العديد من الدول، مما يعوق حضورهم في المعارض التجارية الدولية، الأمر الذي يجعل من الصعب التوسع في أسواق جديدة وتعريف العالم بالسجاد الأفغاني.

5/الافتقار إلى التكنولوجيا الحديثة: بينما يتمتع السجاد الأفغاني بجودة عالية بفضل الحرفية اليدوية، فإن القطاع يفتقر إلى تقنيات الإنتاج الحديثة التي من شأنها رفع الإنتاجية وتقليل الكلفة، مما يجعل السجاد الأفغاني أغلى من السجاد الذي يكون من إنتاج المصانع في بعض الدول المنافسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights