شن جيش الإحتلال الإسرائيلى ضربة جوية وصفها بـ”الاستباقية”، ضد “أهداف عسكرية ونووية إيرانية”، في ساعات مبكرة من صباح يوم الجمعة.
وأسفر الهجوم، عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في الهجوم الإسرائيلي، إضافة إلى محمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية، والعالم النووي فريدون عباسي.
يتناول التقرير الموسع التالى أبرز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية اليوم الجمعة 13 يونيو 2025، حول الضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، وما تبعها من ردود وتحليلات في كبرى وسائل الإعلام العالمية.
جبهة جديدة بالخليج
أشار مقال نشرته الواشنطن بوست الأمريكية، إلى أن الولايات المتحدة تفكر بجدية في تقليص انتشارها العسكري في الشرق الأوسط، خشية تفجّر أزمة أوسع نطاقًا، علاوة على ذلك، تطرّق المقال إلى احتمالية نشوء جبهة جديدة في الخليج قد تجبر واشنطن على إعادة تقييم سياستها الإقليمية، وتوقع أن ردّ طهران قد يكون «محدود الاستهداف» مبدئيًا، ثم يتوسّع لاحقًا.، المحلل أوضح أن النظام الإيراني قد يلجأ إلى تحركات مسيّرة أولى قبل أن يستعين بقوات الحرس الثوري وأذرعه المنتشرة في العراق وسوريا.
ضربات مضادة
ووصفت الجاريان البريطانية الضربات بأنها ضربة استراتيجية لطهران، تستهدف المراكز النووية وقادة الحرس الثوري، ورجّحت إمكانية انفجار توتر إقليمي عميق، محذّرة من سلسلة ردود تبدأ بضربات مضادة لإسرائيل باستخدام الصواريخ الباليستية، ثم تصعيد احتمالي عبر وكلاء إيرانيين منتشرين في المنطقة، كما أوردت الصحيفة أن اتجاهًا مبدئيًا نحو الدبلوماسية سيترافق مع ضغط روسي – صيني من أجل احتواء التصعيد، مع تنسيق إيراني داخلي لتأجيل الرد المباشر لحين التأكد من نتائج الضربة.
توسيع دائرة الاشتباك
أما ايه بى نيوز الأمريكية، فقد تطرّقت إلى الضربة التي أسفرت عن مقتل قائد بارز في الحرس الثوري، واعتبرت أن الرد الإيراني “راسخ وجاهز”. أضافت الوكالة أن هناك سيناريو متعدّد المراحل: المرحلة الأولى صواريخ قصيرة المدى نحو الحدود، تليها توسيع دائرة الاشتباكات عبر جماعات مثل حزب الله واليمنيين، كما لفتت إلى احتمالية تدخل بحري مع توظيف إيران للغواصات والزوارق في مضيق هرمز لاستهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية، وهو ما قد يدفع لارتفاعات سريعة في أسعار النفط العالمية.
وقف التوسع النووى
وذكرت صحيفة الفايننشال تايم البريطانية، أن الضربة الإسرائيلية – التي وصفتها بأنها “مدروسة جيدًا” – تؤشّر إلى رغبة في وقف التوسّع النووي الإيراني، وتوقّعاتها تناولت موجة تصعيد إيراني تشمل إطلاق صواريخ متوسّطة المدى من الأراضي الإيرانية وسوريا، لكن في إطار محدود لكي لا تدفع إسرائيل للرد بقوة أكبر، كما اعتبرت أن الولايات المتحدة ستكون “المحفّز الخفي” في العمليات الاستخباراتية، لكن من دون انكشاف واضح، مع احتمالية أن يتم عرض وساطة أوروبية لتخفيف التصعيد خلال أيام.
ضربة موجعة
وأفردت نيو يورك بوست الأمريكية مساحة للمناسبة بما فيها “عملية Rising Lion”، مبرزة مقتل علماء بارزين مما يشير إلى أن الضربة طالت صميم القدرات النووية، توقّعت الصحيفة ردًا “شاملاً” يُتوقّع بدايته بصواريخ وكاميرات مسيّرة تستهدف بها منشآت إسرائيلية في عمق الدولة، مشيرة إلى إمكانية أن تتوسع لتطال قواعد أمريكية في الخليج إذا تطوّر التصعيد، كذلك حذّرت من تحريك خلايا نائمة في عدة دول عربية لتوجيه ضربات غير تقليدية.
خياران كلاهما مر
ورأت صحيفة بارونز الأمريكية، أن الضربة تمثل منحنى دراماتيكي في الصراع الإسرائيلي – الإيراني، مع احتمال كبير لتدافع واشنطن نحو منطقة المواجهة رغم تأكيدها عدم المشاركة الفعلية، تحليلاتها تضمّنت سيناريوهات لضربات ستطال المنشآت النفطية في الخليج، بما يرفع أسعار الطاقة عالميًا، ويجعل إدارة ترامب أمام خيارين: إما لحظة انكفاء قصير أو انخراط تدريجي ضمن الأزمة، كما ركزت على احتمالية قيام إيران بخطوات مالية مضادة مثل تقليص تصدير النفط أو استخدام العملات غير الدولارية في تجارتها.
دوامة خطيرة
ووصفت الجريدة الروسية ” Rossiyoskaya Gazeta ” الصحيفة الرسمية الروسية الوضع بأنه “دوامة خطيرة”، متوقعة أن يردّ الإيرانيون بصواريخ طويلة المدى، تُطلق من داخل وخارج البلاد، كما دعت إلى اجتماع عاجل في مجلس الأمن لدعم “وقف العدوان”، وأعادت تذكير القراء بالرد الروسي الصامت سابقًا على استهداف قاعدة تابعة لها في سوريا، كما اعتبرت أن موسكو قد تلعب دورًا في كبح التصعيد حال قررت طهران الانفتاح على التهدئة بالتنسيق مع الكرملين.
هجمات جوية
ونشرت الصحفية أناستاسيا بوبوفا على موقع ” روسيا يورا رو – URA.RU تأكيدًا على حقيقة “سماع دوي الانفجارات في قلب طهران”، وبينت أن الدولة الإيرانية أغلقت أجواءها بالكامل، ضمن استعدادات داخلية وخارجية للرد، وتوقّعت أن تطلق إيران هجمات جوية “مزدوجة” تشمل طائرات مسيّرة تفنّد الدفاعات الإسرائيلية أو تزعزع منظوماتها الصاروخية، كما نبّهت إلى وجود استنفار داخل قواعد روسية في سوريا خشية امتداد الضربات إلى مناطق النفوذ المشترك مع إيران.
رد مشروط
ورصدت صحيفة – Sina Financ – الصينية تحوّلاً ملحوظًا في مستوى القلق بالأسواق بعد الخبر، إذ ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 30 دولارًا، والنفط بنحو 9٪، في انتظار “رد إيراني قد يُقوّض استقرار سوق الطاقة العالمية”، توقّعت أن يكون الرد مشروطًا بنجاح أو فشل العملية الجوية، مع احتمال أن تتجه إيران بعد الرد العسكري إلى المفاوضة تحت ضغط الظهير الروسي – الصيني، وإعادة تشغيل آلية «الضمانات الأمنية الاقتصادية» المشتركة مع بكين.
4 سيناريوهات
أما فرانسا 24 فقد قدم مراسلها تحليلًا غطى أربعة سيناريوهات: من ردّ مباشر بصواريخ متوسطة، مرورًا برد عبر وكلاء مثل حزب الله، وصولًا إلى ضرب سيبراني ضد بنى تحتية إسرائيلية، وأضاف أن الخيار الدبلوماسي لا يزال مطروحًا ضمن تصور إيراني يحاول الدخول في تفاهمات غير معلنة مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبي لاحتواء ردود الفعل الغربية، وتحدث التقرير عن تنسيق فرنسي – ألماني لفتح قناة اتصال خلفية بين إسرائيل وطهران عبر عُمان.