تقارير

دبلوماسية نظام الملالي .. هل تفلح في تجنيب إيران رد تل أبيب الانتقامى ؟

تعيش إيران مرحلة حرجة في علاقاتها الخارجية، حيث تواجه تحديات كبيرة على جبهات متعددة، خاصة مع الدول الغربية وإسرائيل. الحكومة الإيرانية تسعى منذ سنوات إلى تأمين مكانتها الإقليمية من خلال سياسة التدخلات العسكرية في دول مثل لبنان وسوريا واليمن.

ولكن هذه السياسة تواجه الآن ضغوطًا متزايدة من خصومها الإقليميين والدوليين. في الوقت نفسه، تحاول طهران استخدام الدبلوماسية لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة، ولكن يبدو أن التحركات الإسرائيلية المتزايدة تشير إلى احتمال تصاعد الصراع.

أحد المواضيع الرئيسية التي تناولتها الصحف الإيرانية هو التدخل الإيراني في المنطقة وتأثيراته. صحيفة “كيهان” في مقال بعنوان ” هل الحرب في غزة ولبنان هي النهاية ؟” تلقي الضوء على التداعيات المحتملة للصراع العسكري المستمر في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه النزاعات ليست سوى جزء من مخطط أكبر. الصحيفة تؤكد أن إيران تلعب دورًا محوريًا في دعم حركات المقاومة في المنطقة، ولكنها تحذر في الوقت ذاته من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى مزيد من العزلة الدولية.

الضربة الايرانية

في هذا السياق، يشير المقال إلى أن النظام الإيراني لا يزال يرى في الحروب الإقليمية أداة للحفاظ على نفوذه، لكن هذا النهج يواجه تحديات كبيرة مع زيادة الضغوط الدولية والعسكرية من إسرائيل والولايات المتحدة. الاستمرار في هذه السياسات يضع إيران في موقف معقد للغاية، حيث تجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها دبلوماسيًا وعسكريًا في آن واحد.

إسرائيل، من جانبها، تواصل تصعيد التهديدات ضد إيران، وهو ما أشار إليه تقرير لصحيفة “ستاره صبح” بعنوان “يجب على إسرائيل ألا تهاجم إيران “.

تقريرالصحيفة  يشير إلى تصريحات دبلوماسي إيراني سابق يحذر من خطورة أي هجوم إسرائيلي على إيران، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة. لكن في الوقت نفسه، يبدو أن إسرائيل تواصل تعزيز قواتها واستعداداتها العسكرية.

التوترات بين إيران وإسرائيل ليست جديدة، ولكن في ظل التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة والتصريحات العدوانية المتبادلة، يصبح من الواضح أن الحرب قد تكون قريبة إذا لم يتم اتخاذ خطوات لتهدئة الأوضاع.

وتدرك الصحف الإيرانية خطورة هذه المرحلة، ولكن النظام يبدو أنه لا يزال يعتمد بشكل كبير على تعزيز نفوذه العسكري في المنطقة بدلاً من اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية الفعالة.

مأزق خامنئي

في مواجهة هذه التهديدات، تسعى إيران إلى تحسين علاقاتها مع بعض الدول الغربية واستخدام الدبلوماسية كوسيلة لتجنب التصعيد العسكري. صحيفة “اعتماد” في تقرير بعنوان “هشدار میدان و ديپلماسي” تسلط الضوء على أهمية التوازن بين التحركات العسكرية والدبلوماسية. المقال يشير إلى أن الدبلوماسية هي الحل الأمثل لإيران لتجنب الحرب، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع إسرائيل.

إلا أن هذا النهج الدبلوماسي لا يبدو أنه يلقى الدعم الكامل داخل النظام، حيث يوجد جناح متشدد يدفع باتجاه المزيد من التصعيد العسكري. التناقض بين الجناحين السياسيين داخل إيران يضع البلاد في موقف حرج، حيث أن استمرار هذا الخلاف قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات استراتيجية غير محسوبة.

ومن المهم الإشارة هنا إلي أن العلاقات الخارجية الإيرانية تعاني من توترات شديدة على عدة جبهات، ولكن أبرز هذه التحديات يأتي من إسرائيل والضغوط الدولية المتزايدة.

في الوقت الذي تحاول فيه إيران استخدام الدبلوماسية لتجنب التصعيد العسكري، تواصل إسرائيل تحركاتها التصعيدية، مما يجعل الحرب احتمالًا واقعيًا إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لتهدئة الأوضاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى