رفض مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد مرسي تقديم بعض المفكرين المصريين بإعادة قطاع غزة للإدارة المصرية مجددا كمخرج من الحرب المستمرة علي القطاع منذ اكتوبر 2023 مشيرا الي ان هذا المقترح يعد توريطا لمباشر لمصر في المواجهة .
وكتب الدبلوماسي المصري علي “فيس بوك “قترح أحد مثقفينا ومفكرينا الذين أعتز كثيراً بتقديراتهم فكرة عودة غزة مرة أخري تحت الإدارة المصرية المباشره ” الوصايه” ، وذلك كمخرج عملي للمأزق الراهن .
وأشار إلي أن هذه الفكرة كانت محل طرح متكرر من الجانب الإسرائيلي وقوبلت برفض متكرر من الجانب المصري علي مدار الأربعين عاماً الماضية . وذلك لأسباب قوية ومبررة من الجانب المصري .
ومضي للقول إسرائيل تمضي بخطي مدروسة في تنفيذ حلم توسيع حدود الدوله وستسعي لابتلاع غزة والضفة ثم تتمدد في الاتجاهات الأربع بصيغ ومسميات وأدوات مختلفة ومتنوعة ومبتكره تحقق لها السيطرة وبسط النفوذ .
ولفت إلي أن غزة تمثل قنبلة بشرية وزمنية هائلة تعترض وتعيق تنفيذ هذا الحلم الذي بسببه تفشل كل محاولات إيجاد حلول عادلة ودائمة للصراع وبما في ذلك مبادرة السلام العربية الشاملة والواضحه والتي رفضتها إسرائيل .
وشدد علي أن المقاومة ستبقي ما بقي الظلم والاحتلال ، حتي وأن كانت اليد العليا في بعض المراحل لجناح المطبعين أو الخائفين أو المستفيدين وبلغة أخري سيتواصل العنف والتدمير ونزيف الدم علي الجانبين .
ونبه إلي أن ووضع غزة في هكذا أوضاع تحت الوصاية المصرية تعني وضع مصر وتورطها في المواجهة المباشرة وفي قلب الصراع ،ففي هذه الحالة لن تكون مصر راغبة أو قادرة علي وقف المقاومة ونزع سلاحها وقمع الثوار ، ولا قادرة علي توفير الأمن والسلام للجانب الإسرائيلي
وأشار إلي أن هذا المقترح حال تنفيذه سيحمل مصر مسئولية أكثر من مليوني فلسطيني وتنظيم وإدارة شئونهم الحياتية اليومية وتطلعاتهم المستقبلية ” المشروعة ” ، حتي وإن تلقت بعض الدعم في البداية من المجتمع الدولي وخاصة القوي الكبري والدول العربية الغنية .
وأوضح سفير مصر السابق في قطر عودة غزة للإدارة المصرية المباشرة الآن لا أراها بديلاً صائباً وفقاً لمعطيات المشهد الحالي وقد لا أكون مبالغاً إذا ما اعتبرتها بديلاً ومرادفاً أكثر جاذبية لفكرة التهجير إلي سيناء التي رفضتها مصر تماماً .
ورجح رفض مصر أي عودة لإعادة طرح فكرة وصاية مصر علي غزة ، والتي لا أشكك في حسن نوايا الصديق المثقف الذي طرحها .
وأردف الطريق الوحيد المتاح أراه الآن في وقف إطلاق النار ودخول المساعدات لغزه ، وفي جدول زمني تقبله إسرائيل وتضمنه أمريكا لمحادثات سلام محددة المعالم تصل خلال وقت محدد إلي حل الدولتين وتنفيذه .
وتابع :في إطار هذا الجدول الزمني المخطط والذي يرتبط بتفاهمات وترتيبات دولية واضحة ومتفق عليها تماماً يمكن أن تفكر مصر في تدخل أكثر عمقاً ونشاطاً في غزه وسيكون حينها واضح المعالم محدد الأهداف قصير المدي .
وشدد علي أن غزة خط دفاع متقدم لمصر ودعمنا لها وللقضية الفلسطينية ككل لن يضعف ولن يتوقف ، ولكنه سيرتبط في كل الأحوال برؤيتنا لمصالحنا العليا وأوضاعنا الأمنية والسياسية والإقتصادية .
ونبه إلي أن الدعم في تقديري لا ينفصل أو يتعارض مع مصالح الأشقاء هناك أيضاً ( عدا قلة محدودة للغاية ) وعلي اعتبار أن استقرار مصر هو خير ضمان لتواصل دعمها لأهلنا في غزه .