منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات غير مسبوقة، حيث تتزايد الخسائر البشرية والنفسية في صفوفه بشكل مستمر. تكشف التقارير الرسمية والإعلامية عن أرقام صادمة تتعلق بعدد القتلى والجرحى، بالإضافة إلى التحديات النفسية التي يعاني منها الجنود، مما يسلط الضوء على الأعباء الثقيلة التي تتحملها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في هذه الحرب المستمرة.
التركيبة السكانية للجيش الإسرائيلي:
يُقدّر عدد أفراد الجيش الإسرائيلي بنحو 170,000 جندي نظامي، بالإضافة إلى حوالي 465,000 جندي احتياطي. يتنوع الجنود من حيث الخلفيات العرقية والدينية، حيث يشكل اليهود من أصول أوروبية (الأشكناز) نسبة كبيرة من الضباط، بينما يتوزع الجنود بين اليهود الشرقيين (السفارديين) والمهاجرين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، بالإضافة إلى نسبة صغيرة من الدروز والبدو الذين يخدمون في وحدات معينة.
دور النساء في الجيش:
شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في مشاركة النساء في الجيش الإسرائيلي، حيث تم ترقية 46 امرأة إلى رتبة عقيد في عام 2021، مقارنة ب39 في عام 2020. كما ارتفعت نسبة النساء في المناصب التكنولوجية إلى حوالي 40% من المجندين في هذا المجال، مع زيادة بنسبة 170% في عدد المقاتلات خلال السنوات السبع الماضية .
الخسائر البشرية في الحرب على غزة:
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن مقتل 764 جنديًا ورجل أمن منذ بداية الحرب على غزة ، بالإضافة إلى إصابة 10,646 آخرين، بمعدل يزيد عن ألف إصابة شهريًا . وتشير التقارير إلى أن 51% من المصابين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، و31% بين 30 و40 عامًا، مما يعني أن 80% من المصابين هم دون سن الأربعين.
الإصابات النفسية والتحديات العقلية:
تُظهر البيانات أن 35% من الجنود المعاقين يعانون من أزمات نفسية، مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، بينما يعاني 37% من إصابات في الأطراف . وتوقعت وزارة الدفاع أن يرتفع عدد المعاقين النفسيين إلى 30,000 بحلول عام 2030، بزيادة قدرها 172% مقارنة بالأرقام الحالية.
تكلفة العلاج والتأهيل:
تُقدّر التكلفة السنوية المتوسطة لعلاج الجندي المصاب بنحو 150,000 شيكل (42,000 دولار)، وقد ارتفعت ميزانية دائرة التأهيل بحوالي 50% خلال العامين الماضيين. ومن المتوقع أن تصل ميزانية تأهيل الجنود المعاقين إلى 10.7 مليار شيكل بحلول عام 2030، مقارنة بـ3.7 مليار شيكل في عام 2019 .
التكتم على الخسائر:
تتجنب السلطات الإسرائيلية الإعلان عن الأرقام الحقيقية للخسائر، حيث تشير تقارير إلى أن الجيش لا يقدم جميع بيانات الجرحى للجمهور، خوفًا من انخفاض المعنويات . ومع ذلك، كشفت مصادر عن أن عدد القتلى قد يصل إلى 13,000، مع وجود 12,000 جريح ومعاق تم نقلهم إلى قسم إعادة التأهيل .
تواجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تحديات جسيمة نتيجة الحرب المستمرة على غزة، حيث تتزايد الخسائر البشرية والنفسية بشكل يثير القلق. ومع استمرار الصراع، يبقى السؤال مطروحًا حول قدرة الجيش على التعامل مع هذه التحديات المتصاعدة، وتأثيرها على المجتمع الإسرائيلي ككل.