الأمة/ كشفت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة الهجرة والمغتربين التركية،عن تزايد أعداد السوريين المغادرين لتركيا مقابل انخفاض أعداد الوافدين إليها بشكل قانوني خلال عام 2023.
استندت إلى إحصائيات رسمية، أشارت إلى أن عدد السوريين الذين غادروا تركيا خلال العام الماضي بلغ 6,653 شخصاً، بينما لم يتجاوز عدد الذين دخلوا البلاد 3,330 شخصاً.
وتوضح الدراسة أن هذه الظاهرة بدأت في الظهور منذ عام 2022، مع انخفاض أعداد السوريين الذين استوفوا شروط “الهجرة النظامية” ودخلوا تركيا عبر التأشيرة.
كما أشارت إلى أن تشديد الإجراءات المتعلقة بالإقامة والضغوط الاجتماعية المتزايدة، إضافة إلى حملات مناهضة، كانت من أبرز العوامل التي دفعتهم إلى مغادرة البلاد.
ارتفع عدد المهاجرين من تركيا في عام 2023 بنسبة 53% مقارنة بالعام السابق، حيث غادر البلاد 714,579 شخصاً، غالبيتهم من الأتراك.
• سجلت نسبة هجرة المواطنين الأتراك زيادة بنسبة 343% خلال السنوات الخمس الأخيرة، ومعظمهم من الفئة العمرية بين 25 و29 عاماً.
• لم تتطرق البيانات إلى نسبة اللاجئين السوريين المغادرين، لكن تشير تقارير إعلامية إلى أنهم يشكلون نحو 47% من الأجانب المغادرين، أي حوالي 215,000 سوري.
• انخفض عدد المهاجرين القادمين إلى تركيا بنسبة 35.9% مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 316,456 شخصاً، منهم 101,677 مواطناً تركياً و214,779 أجنبياً.
مغالطات حول أعداد السوريين في تركيا
صرح الباحث والكاتب التركي عمر أوزكزلجيك بأن هناك مغالطات منتشرة بين الأتراك حول عدد السوريين المقيمين في تركيا مستقبلًا، مشيرًا إلى أن هذه المغالطات تؤدي إلى خلق تصور غير دقيق حول تواجدهم في البلاد. وأوضح أوزكزلجيك أن مفهوم “الاحتلال الصامت”، الذي يشير إلى فكرة تغلغل اللاجئين بشكل غير مرئي داخل المجتمع، هو مفهوم مستورد من الغرب، وقد تم استغلاله لنشر أفكار عنصرية ضد السوريين.
التغيير الديمغرافي
وأضاف الباحث أن انتشار هذه الأفكار السلبية يعكس قلقًا مبالغًا فيه بشأن التغيير الديمغرافي المحتمل، مشددًا على ضرورة مواجهة هذه الأفكار المغلوطة بالمعلومات الصحيحة والحقائق الموثوقة. وأكد أن السبيل الأمثل لمواجهة هذه العنصرية المتزايدة هو تعزيز الحوار المجتمعي القائم على الحقائق، وتوعية الرأي العام بأهمية التضامن الإنساني مع اللاجئين السوريين.
التوتر الاجتماعي
وأشار أوزكزلجيك إلى أن استمرار نشر هذه المفاهيم المغلوطة قد يفاقم من حالة التوتر الاجتماعي في البلاد، داعيًا إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز التفاهم المتبادل والعيش المشترك بسلام بين جميع فئات المجتمع.
يذكر أن مؤسسة الهجرة والمغتربين هي مؤسسة تركية تُعنى بشؤون الهجرة والشتات (المغتربين). تأسست هذه المؤسسة بهدف دراسة وتحليل قضايا الهجرة في تركيا والمجتمعات المهاجرة، مع التركيز على الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.