في ظل تفاقم الأزمات الإنسانية وازدياد أعداد النازحين حول العالم، جدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، دعوته إلى المجتمع الدولي من أجل توفير مسارات آمنة وكريمة لحماية اللاجئين، مع تركيز خاص على أوضاع الروهينغا الذين يواجهون ظروفًا مأساوية منذ سنوات في ميانمار وبنغلاديش.
نداء عاجل من الأمم المتحدة
قال تورك في بيان رسمي صدر من جنيف اليوم إن على الدول الأعضاء أن تراجع سياسات اللجوء والاستقبال، وأن تعمل على وضع آليات فعّالة تضمن الحماية الفعلية للاجئين، بعيدًا عن المعالجات المؤقتة التي لا تلبّي الحد الأدنى من حقوقهم.
وأضاف أن “اللاجئين الروهينغا وغيرهم ممن فرّوا من النزاعات المسلحة والاضطهاد بحاجة إلى مسارات تحترم كرامتهم وتضمن لهم حقوقهم الأساسية في الأمن، التعليم، والصحة.
الروهينغا في قلب الأزمة
تأتي هذه الدعوات في وقت يعيش فيه أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا في مخيمات مكتظة بمنطقة كوكس بازار في بنغلاديش، وسط أوضاع إنسانية صعبة وتراجع كبير في التمويل الدولي.
الحصص الغذائية تقلّصت خلال العامين الأخيرين بسبب نقص التمويل.
آلاف الأطفال محرومون من التعليم النظامي، ويواجهون خطر “الجيل الضائع”.
انتشار أمراض معدية، وحرائق متكررة داخل المخيمات المزدحمة.
هذا الوضع، بحسب الأمم المتحدة، يجعل الروهينغا بحاجة ماسة إلى حلول طويلة المدى بدلاً من الاكتفاء بالمساعدات الطارئة.
مخاطر الهجرة غير النظامية
حذّر تورك من أن غياب الطرق الآمنة يدفع اللاجئين إلى الاعتماد على شبكات التهريب، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياتهم. وتشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن مئات الروهينغا يلقون حتفهم سنويًا أثناء محاولتهم عبور خليج البنغال أو بحر أندامان في رحلات محفوفة بالمخاطر نحو ماليزيا أو إندونيسيا.
وأكد أن “غياب البدائل القانونية والآمنة يشجع على استغلال اللاجئين من قبل عصابات الاتجار بالبشر، ويزيد من معاناتهم.”
مسؤولية دولية مشتركة
الأمم المتحدة شدّدت على أن معالجة أزمة الروهينغا لا يمكن أن تقتصر على بنغلاديش التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين، بل تتطلب تضامنًا دوليًا حقيقيًا. ويشمل ذلك:
تقديم دعم مالي وإنساني عاجل للمخيمات.
فتح برامج لإعادة التوطين في دول ثالثة.
الضغط على السلطات في ميانمار لتهيئة ظروف العودة الطوعية والآمنة.
تمثل دعوة فولكر تورك تذكيرًا للمجتمع الدولي بأن أزمة اللاجئين الروهينغا لم تنتهِ، وأن تجاهلها يفاقم المخاطر الإنسانية والأمنية. وبينما تتراكم التحديات على الأرض، يبقى السؤال مطروحًا: هل يتحرك العالم لتأمين مسارات آمنة وكريمة لهؤلاء اللاجئين، أم سيظل الصمت سيد الموقف؟