في حادثة موجعة جديدة تُضاف إلى سجل النزيف المتواصل في الشرق الأوسط، أفادت تقارير إعلامية متطابقة بمقتل حسين خليل، المعروف بلقب “أبو علي خليل”، المرافق الشخصي والأمين على حياة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، وذلك خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة قرب الحدود الإيرانية – العراقية.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية، فإن الغارة الإسرائيلية وقعت أثناء محاولة خليل العبور مع نجله وشخصية عراقية بارزة باتجاه الأراضي الإيرانية، ما أسفر عن مقتل الثلاثة على الفور. وقد عُرف أن الشخصية العراقية التي قُتلت في الغارة هي ميدر الموسوي، القيادي البارز في كتيبة “سيد الشهداء” العراقية، أحد الأذرع العسكرية المدعومة من إيران.
وتأتي هذه الضربة ضمن تصعيد مستمر تشهده المنطقة في إطار عملية عسكرية إسرائيلية أطلقت عليها تل أبيب اسم “الأسد الصاعد”، والتي بدأت الأسبوع الماضي، وأسفرت منذ انطلاقها عن تصفية عدد من القادة العسكريين الإيرانيين إلى جانب علماء نوويين بارزين، في ما وصفه مراقبون بأنه استهداف مباشر للبنية القيادية والعلمية الإيرانية.
يُشار إلى أن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، الذي كان حسين خليل أحد أبرز رجاله الأمنيين، قُتل هو الآخر في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مقره في ضاحية بيروت الجنوبية في سبتمبر الماضي، لتأتي هذه الغارة الأخيرة وكأنها امتداد لسلسلة من الضربات التي لا تُبقي أثراً دون وجع، ولا تترك رفيق دربٍ دون نهاية دموية.
وتثير هذه الأحداث المتلاحقة تساؤلات عميقة حول مستقبل المنطقة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية واتساع رقعة الاستهدافات المتبادلة، والتي يبدو أنها لم تعد تقتصر على الميادين التقليدية، بل تخطتها إلى العمق الإيراني، بكل ما يحمله ذلك من رسائل سياسية وعسكرية حساسة.