الأمة| سلط المتحدث باسم بلدية غزة «حسني مهنا»، الضوء على تطورات الأوضاع المأساوية في قطاع غزة حتى الآن جراء العدوان الصهيوني الغاشم.
وقال «مهنا» في بيان وصلت لجريدة «الأمة» نُسخة منه، اليوم الثلاثاء، إن العدوان الإسرائيلي تسبب بمأساة إنسانية كبيرة في غزة وقتل آلاف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء وخلق حالة دمار واسعة وكبيرة في الأحياء والمباني المدنية والشوارع والطرق والمعالم في المدينة لا يمكن وصفها.
وأضاف أن مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والتجارية والمرافق الثقافية والتعليمية والمباني الأثرية تضررت بشكل غير مسبوق بفعل القصف الإسرائيلي العنيف والاستهداف المباشر.
نفاد الوقود
وأكد أن الاحتلال تعمد استهداف معالم المدينة الرئيسة كحديقة ونصب الجندي المجهول ومركز رشاد الشوا وحديقة الكتيبة ومبنى المكتبة العامة، ومبنى إسعاد الطفولة، ومتنزه البلدية الرئيس، ومبنى الأرشيف المركزي، ومحطات الصرف الصحي، وآبار المياه، والشوارع الرئيسة، والمباني المدنية، والمرافق التجارية، ومبنى الأرشيف المركزي، وأدى هذا الاستهداف لكارثة كبيرة في المدينة.
وتابع: «نحن أمام أزمة حقيقية جراء عدم وصول الوقود لبلدية غزة وقصف وتدمير عشرات الآليات في كراج البلدية قبل أسبوعين مما أدى لتعطل الكثير من الخدمات الأساسية التي تقدمها البلدية».
واستطرد: «نواجه أزمة عطش كبيرة في المدينة بسبب عدم قدرتنا على تشغيل آبار المياه المتبقية بفعل عدم توفر الوقود، إلى تسرب كميات كبيرة من الصرف الصحي تقدر بنحو 50 ألف كوب للبحر وبركة الشيخ رضوان، وبعض شوارع المدينة مما أدى لكارثة صحية».
نقص حاد في السلع
وأشار إلى أن القطاع يعاني من نقص حاد في السلع والمواد الغذائية وحركة أسواق مدينة غزة محدودة للغاية بسبب حجم الدمار الكبير في معظم الأسواق والمناطق المحيطة، منوهًا إلى أن قوات الاحتلال المتوغلة بريًا ما زالت موجودة في عدة مناطق بمدينة غزة وتمنع المواطنين من العودة لمنازلهم وتطلق نيران أسلحتها الرشاشة تجاههم.
وأشار إلى أن أكثر من 35 ألف طن من النفايات الصلبة تتكدس بالمدينة بفعل منع قوات الاحتلال طواقم البلدية من نقلها إلى المكب الرئيسي شرق جحر الديك شرقي المدينة، ما تسبب بانتشار الروائح الكريهة والقوارض والحشرات.
معاناة الشمال
وأشار إلى أن الأوضاع في بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة والمخصصة لتجميع مياه الأمطار خطيرة بعد أن وصول منسوب البركة لمستوى يزيد عن النصف بفعل تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي إليها نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي للخط الناقل في منطقة النفق قبل نحو 20 يوماً، وتساقط مياه الأمطار، مما ينذر بطفحها وغرق المناطق المجاورة لها والتسبب بكوارث صحية وبيئية قد لا يحمد عقباها.
وتابع: «المعاناة كبيرة وشاحنات المساعدات التي وصلت غزة والشمال محدودة جدًا مقارنة بالاحتياج ونطالب بإيصال كميات كافية من الوقود والمساعدات الغذائية والاغاثية إلى غزة والشمال واستئناف امدادات المياه والكهرباء ونحو 700 ألف مواطن في مدينة غزة وشمال القطاع يحتاجون إلى الخدمات، ونحتاج إلى الوقود والكهرباء لتقديم الخدمات الأساسية من خلال تشغيل الآبار ومحطات الصرف الصحي وآليات البلدية».
دمار وأوبئة
وواصل: «الدمار الكبير والاستهداف الإسرائيلي المباشر للبنية التحتية ولا سيما الشوارع تسبب بإغلاق الطرقات أمام حركة مركبات الإسعاف وفرق الإنقاذ المختلفة لذا نحتاج إلى الوقود اللازم لتشغيل ما تبقى من آليات لإزالة الركام وفتح هذه الشوارع وندعو لإدخال الآليات الثقيلة المعدات المخصصة حتى نتمكن من ازالة الركام وانتشال جثامين الشهداء العالقة تحت الأنقاض».
وحذر من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في غزة بفعل الكوارث الصحية والبيئية التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي ونطالب بتحرك أممي لمنع الكوارث المحققة في غزة، لافتًا أن سوء الطقس ودخول المنخفضات الجوية يفاقم من معاناة النازحين في مراكز الايواء المختلفة وخاصة في مدينة غزة والشمال خاصة وأنها غير مهيئة لذلك ولعدم توفر الأغطية ووسائل التدفئة فيها.