دوافع التطبيع العربي مع «إسرائيل» بين المجتمع والدولة والنظام السياسي
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية بعنوان «دوافع التطبيع العربي مع «إسرائيل» بين المجتمع والدولة والنظام السياسي» لـ د. وليد عبد الحي، يقول فيها الكاتب:
دون الدخول في فقه اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية، فإن التطبيع Normalization في مدلوله السياسي يعني «العودة للحالة الطبيعية في العلاقة بين الكيانات السياسية«، وهو ما يفترض أن الأصل في العلاقات الدولية هو الحالة السلمية لا الصراع، وهو افتراض لا يسلم به العديد من فلاسفة هذا الميدان مثل المنظور الهيغلي Hegelian أو الماركسي Marxist في جانب الديالكتيك dialectical، أو منظور الفيلسوف توماس هوبز Thomas Hobbes، أو المنظور الدارويني Darwinian، أو منظور صدام الحضارات كما عبَّر عنه صموئيل هنتينغتون Samuel Huntington، أو المنظور الإسلامي في فهمه لموضوع التدافع، ولا تقره النظرية الغربية الواقعية في العلاقات الدولية المعاصرة بشقيها القديم (هانز مورغانثو Hans Morgenthau، ورينولد نيبور Reinhold Niebuhr)، والمعاصر (كينيث والتز Kenneth Waltz).
وحتى مفهوم «السلام» فيه توجهان هما «السلام الإيجابي» والذي يتضمن غياب كل أشكال العنف المباشر أو العنف العضوي، و«السلام السلبي» الذي يعني غياب كافة أشكال العنف غير المباشر وخصوصاً العنف البنيوي، مثل بقاء اللاجئ الفلسطيني لعشرات السنين يعيش في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية غير مواتية، ولا تتسق مع الوضع الطبيعي الذي تعيشه الشعوب الأخرى، أو إبقاء الفلسطيني خاضعاً لاحتلال لم توافق عليه أي دولة أو منظمة دولية، أو حرمان الفلاح الفلسطيني من استغلال أرضه واقتلاعه منها ليحل المستوطن مكانه…إلخ.
وهنا لا بدّ من التمييز بين المنظور الأخلاقي للسلام كما طرحه إيمانويل كانت Immanuel Kant في مشروع السلام الدائم، وبين السلام الذي هو أحد تكتيكات آليات إدارة الصراع، وهو ما يعيدنا إلى مفهوم السلام السلبي وممارسة العنف البنيوي.
للاطلاع على البحث بصيغة بي دي إف، اضغط ⇓:
«دوافع التطبيع العربي مع «إسرائيل» بين المجتمع والدولة والنظام السياسي»