حوارات

دور مجلة عطاء في الحفاظ على اللغة والثقافة العربية في تركيا

 أجرت الحوار /خديجة محمّد/ مع مدير تحرير مجلة عطاء السيد/ عبد الرحمن شردوب،في مقر المجلة بمدينة إسطنبول التركية.  

  • بدايةً ما أهداف مجلة عطاء العامة؟

انطلقت فكرة مشروع مجلة عطاء لأهداف رئيسية من أهمها: الحفاظ على اللغة العربية، ودعم وإثراء القاموس اللغوي للأطفال العرب في تركيا، وزيادة مخزون مفرداتهم العربية ومعارفهم من خلال استخدام اللغة العربية كمرجع وأساس علمي وثقافي، منطلقين من أنّ اللغة ليست مجرد قواعد نحوية وصرفية، بل هي موروث ثقافي بأكمله، ويترك آثارا إيجابية منوّعة على الأطفال بما يخدمهم حالا ومستقبلا، وبما يسند فكرة الاندماج الإيجابي في مجتمع اللجوء، والذي يُقبل فيه الطفل اللاجئ على المجتمع بلغة أم يستطيع فيها أن يعبر عن نفسه وأمته وموروثاته الثقافية المختلفة، ويكون لديه من خلال معلوماته الثقافية عنها ما يقدمه لصديقه المضيف من ثقافة ومعرفة، إلى جانب أن ثنائية اللغة تعزز لديه القدرة المعرفية، وتحسّن من التركيز وتقوي الذاكرة.

  • هل أثّرت مجلة عطاء في تعزيز ما نسميه أدب الطفل؟

    قد ساهمت المجلة في أعوامها الثمانية الماضية بانتشارها وتوزيعها في المراكز الثقافية والمعاهد القرآنية بتركيا بتغطية ثغر مهم في عالم أدب الطفل، كونها المجلة الوحيدة والمستمرة التي توزّع بالمجان في تركيا، في ظل عزوف المؤسسات الثقافية عن إصدار مجلات للأطفال، وابتعادها عنها بسبب الكلفة العالية لمثل هذا المشروع، حيث أن الوصول إلى كامل الشريحة المستهدفة يتطلب كلفة مالية باهظة؛ نتيجة وجود عشرات الآلاف من الأطفال السوريين المنتشرين في عموم الولايات التركية.

  • برأيكم ما دور مجلة عطاء في تعزيز الأمن اللغوي لأبناء العرب في تركيا؟

لقد لعبت مجلة عطاء دوراً غنياً في دعم اللغة العربية، وحب القراءة والمطالعة بها، منطلقة من إيمانها أن الطفل العربي و السوري خصوصاً خسر سنوات من التعليم في سنوات الحرب المستمرة، ولا بد من صقل ذخيرته اللغوية العربية بما يسد شيئاً من هذا الفراغ، حيث قدمت المجلة موضوعات لغوية مباشرة تتعلق بالقواعد، وتم تبسيطها بما يناسب عقلية الطفل، ويحببه بها إلى جانب تنويع النصوص باللغة العربية في كل ما تنشره بما يتوافق مع أعمار الشريحة المستهدفة، فتنوعت فيها أشكال ومضامين الموضوعات والقصص والمواد المختلفة المقدمة للطفل بما يجذبه للقراءة من رسومات وتَسَالٍ ومسابقات منوّعة، كما دأبت المجلة على نشر أناشيد الأطفال في كل عدد، وتعتبر الأناشيد أكثر أصناف الأدب الطفولي إفادة من الناحية اللغوية، كونها تسكن في ذاكرة الطفل، فيرددها ويترنم بها.

  • ما المهارات التي ركزت عليها المجلة لتنمية فهم أبناء العرب للغة العربية واستخدامها؟

يعني بشكل عام تعتبر موضوعات المجلة دروس تقوية باللغة العربية عن طريق ما تقدمه من تقوية ملكة القراءة؛ لأنها تعزز مهارات القراءة والكتابة والفهم اللغوي لدى الأطفال باللغة العربية، وذلك من خلال قراءة المقالات والقصص والأناشيد الموجودة في مضامينها، مما يحفز الطفل على تطوير مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية لديه بشكل ممتع وتفاعلي، ويعزز التعلم اللغوي والتعبير الإبداعي لديه، ويجعله رافداً أساسيا للمعرفة في لغة العلم التي يتعلمها في المناهج باللغة التركية.Magazine — Free Fully Responsive HTML5 Bootstrap Template by FREEHTML5.co

  • ما أهم الموضوعات التي عملت عليها مجلة عطاء لحفظ الهوية العربية والإسلامية لأبناء المهاجرين العرب في تركيا؟

من الأمثلة كان تغطيتها لموضوعات تاريخية تتحدث عن تاريخ الأمة الإسلامية بكل أطيافها، وتتغنى بأمجاد الأمة كسلسلة الفتح المبين، التي تتحدث عن سيرة السلطان العثماني محمد الفاتح الذي وردت البشارة به في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تناولت أبطال الصحابة رضوان الله عليهم، مما يعزز الانتماء للأمة الإسلامية، ويبعث الفخر في النفوس بمنجزاتها الحضارية والإنسانية.

كما تم تخصيص حيّز خاص للغة العربية في أعداد المجلة مثل زاوية “لغتي الجميلة” التي يتم فيها عرض بعض القواعد اللغوية بطريقة مبسطة وسهلة، إما بأسلوب القصة كما في قصة (ديمة وأسماء الإشارة، أحمد والأفعال)، أو بطريقة تقديم فوائد لغوية منوعة.

ولكي يبقى الطفل على ارتباط بتاريخ وجغرافية بلده التي نزح داخلها أو لجأ خارجها في سن مبكرة كانت مادة (تجول مع ياقوت) التي تتحدث عن المدن السورية وتاريخها وتراثها وجغرافيتها، ليبقى الوطن حياً في ذاكرة أبنائه رغم اللجوء، بالإضافة للقصص التي عالجت مواضيع الحنين والشوق للوطن، كما شملت هذه الزاوية الحديث عن البلاد العربية لكي توسع ثقافة الطفل وتربطه بأهله وأشقائه وتاريخه المشترك وثقافته ولغته العربية.

.كيف ساهمت مجلة عطاء بتعزيز الأمن اللغوي في بلاد المهجر؟

   ساهمت المجلة في المراكز الثقافية ومعاهد تعليم القرآن الكريم في رفد هذه المراكز بمادة تربوية ثقافية عربية محببة للأطفال بألوانها ورسومها الجذابة، حيث تم اعتماد قصصها ومضامينها المنوعة في العديد من المراكز، واعتبارها مرجعاً موثوقاً بنصوصها المدققة لغوياً، والمراجعة تربوياً، والمتنوّعة بالمواد المعرفية والقيم الهادفة التي تناسب الشرائح العمرية المستهدفة.

حبذا لو توضحوا لنا من خلال مثال من داخل المجلة بعض الفقرات التي تتوزع داخل أعداد المجلة؟

سأوضح تقسيم العدد (31) لمجلة عطاء.

  

تم توزيع مجلّة عطاء على طلاب الحلقات وكان المطلوب تناولها على الشكل التالي:

-على بساط الشوق (صفحة 2+3)

في درس من بلادي للأشبال

في درس تاريخ وحضارة للفتيان

-مفاجأة سعيدة (صفحة 4+5)

في درس اللغة العربيّة للأشبال والفتيان يتم توزيع الأدوار على الطلاب.

-الطبعات الجذّابة فوق الألبسة (صفحة 7)

في اللقاء التربوي للفتيان.

-معلومات ثقافيّة وعلميّة (صفحة 8+28+29)

في النشاط الثقافي يحضّرها الطلاب الفتيان والفرسان.

-الحكواتي (صفحة 10)

قراءة استماع للأشبال فقط.

  • قصة الجناح المكسور (صفحة 14+15)

في درس القراءة للأشبال فقط.

-ألعاب ذكاء (صفحة 18+19)

في درس النشاط الداخلي للأشبال والفتيان

أريد أن أكون (صفحة 24)

في درس اللغة العربية للفتيان فقط.

-البطل الخارق (صفحة 26)

في درس اللغة العربيّة للأشبال والفتيان /مهمّ جدّاً/

مؤسِّسةُ أوّل جامعة في العالم

(صفحة 30+31)

للفتيان والفرسان.

-أنا وأسرتي (صفحة 32+33+34+35)

في النشاط الداخلي للأشبال والفتيان.

-يوم العائلة (صفحة 40+41)

باللغتين العربيّة والتركيّة في درس النشاط للأشبال فقط.[2]

هل هناك أنشطة أخرى لتعزيز اللغة العربية باختصار لو تكرمتم؟

بالتأكيد، ولأن المجلة تركّز أيضا على الجوانب العملية أطلقت مسابقة أشبال اللغة العربية عام 2016، كان الهدف منها تشجيع ودعم مواهب الإلقاء الشعري والخطابة باللغة العربية الفصحى، استقبلت المجلة أكثر من 2000 مشاركة.

 في الختام: شكراً جزيلا لكم أستاذ عبد الرحمن الشردوب ، رئيس تحرير مجلة عطاء على  هذا التوضيح الشامل عن المجلة.

يمكنكم متابعة العدد (31) من المجلة من خلال الرابط الآتي:

https://ataarelief.org/ataakids/magazine/31.pdf     العدد 31.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights