الأمة الثقافية

“ديمقراطية العجوة”.. شعر: د. عبد الرحمن صالح العشماوي

سقَطَ النَّيزَكُ ، أحْدَثَ فجوهْ

هزَّ العالَم كلَّ العالمِ .. غيَّرَ خَطْوهْ

هشَّمَ وجه الصَّرح الأكبرِ .. حطَّمَ زهوَهْ

غيَّرَ ماءَ البحر فصار الموجُ الهادِرُ رغْوه

مزَّقَ صدرَ الأرض العطشى ..

أشعلَ ناراً .. هدَّم داراً ..

واصَلَ سطوهْ

سقطَ النَّيزكُ أحدثَ فجوهْ

أعلنَ في كلِّ الأوطانْ

إعلاناً يَتْبعهُ إعلانْ

أنَّ الهَدَفَ هو الإحسانْ

فالغايةُ حفظُ الإنسانْ

و الغايةُ رفعُ الأحزانِ عن الوجدانْ

و الغايةُ نشر العدلِ العدل الكاملِ في الأكوانْ

و الغاية رفع الإنسانيهْ .. كي تفهمَ معنى الديمقراطيَّهْ

سقط النَّيزكُ أحدثَ فَجْوهْ

هشَّمَ وجهَ الصَّرح الأكبرِ ، صرْح الأخلاقْ

أغرقَ بالدَّمعِ الأحْداقْ

أشعلَ نيرانَ الفوضى الخلَّاقة في الآفاقْ

أطْلقَ أصواتَ الأبواقْ

أحرَقَ في غمضةٍ عينٍ غافيةٍ كلَّ الأوراقْ

مزَّق بيدين مُقفَّزَتينِ سجلَّ الميثاقْ

و الغايةُ رفعُ الإنسانيهْ .. كي تفهم معنى الديمقراطيَّهْ

سقط النيزكُ أحدثَ فَجْوهْ

أسرَعَ عدْواً .. ضاعفَ عَدْوَهْ

أسْرَجَ منْ قسوتهِ صَهْوهْ

أغلقَ بابَ العِفَّةِ أعْلَنَ لَهْوَهْ

سلَبَ البُلْبُلَ شَدْوَهْ

سلبَ الفجرَ الضاحكَ صَفوهْ

و الغَايةُ رفعُ الإنسانيَّهْ .. كي تفهمَ معنى الديمُقراطيَّهْ

سقَطَ النَّيزكُ أحْدَثَ فَجْوَهْ

أعلَنَ فوقَ رُفاتِ العدْلِ بيان العولَمةِ الكُبْرى

وبياناتٍ أُخْرى

أشعَلَ أحْداثاً تتْرى

حَدَثاً هزَّ المسْرى

حدَثاً أشعلَ في بغدادَ الجَمْرا

حدَثاً أعْلَنَ في بامِيرَ الغدْرا

حدَثاً أعْلنَ كُفْرا

حدثاً حطَّمَ بابَ العِفَّةِ ، أعلَنَ فُجْرا

أوجع قلْباً ضيَّقَ صدْرا

و الغايةُ رفعُ الإنسانيَّهْ .. كي تفهمَ معنى الديمقراطيَّهْ

سقطَ النَّيزَكُ أحْدَثَ فجْوَهْ

بعدَ زمانٍ قامَ الوعيُ ،وأعلَنَ صَحْوهْ

أخذَ يُردِّدُ : كانتْ غَفْوَهْ

سألَ النَّيْزَكَ عمَّا أحدَثَ ..

قالَ النَّيزكُ كانتْ ” نَزْوهْ “

كانتْ نزْوهْ ؟؟

تقتلُ ، تهدمُ ، تنهُبُ تسْلُبُ ثمَّ تُردِّدُ :

” كانَتْ نزْوهْ “

كلاَّ و اللهِ الأعْلى ..

بل كانت من أمَّتنا غَفْوهْ

أتْقنْتُمْ دَوْرَ تآمُرِكم وأثرْتُم في العَالَمِ جَفْوهْ

ديمقراطيتكم صنمٌ صَنَعتْهُ القوَّةُ و الثَّرْوهْ

صنعته النَّزْوةُ و الشَّهْوهْ

ديمــــــقراطيتكمْ وهــــمٌ … ديمقراطِيَّتُـــكم عَجْــؤهْ

أدْركـــــنا سرَّ تهــــافُتِها … وصَحَوْنا منْ بعدِ الغَفْوهْ

جِعْتُمْ فأكلـــتمْ عَجْـــوتَها … وشربتمْ شاياً أوْ قَهْـــــوَهْ

فكلوهـــا إنْ شــئتم دَوْماً … بأيادي السَّطوةِ و القَسْوَهْ

إنَّا نصحـــو الآن و لكنْ … مـازالتْ أيديـــــنا رِخْوَهْ

سنــــظلُّ نردِّدُها أبــــداً … ديمــــقراطيتكم عـــجْوهْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى