دَعنِي وَغَزَّةَ وَالجُرحَ الَّذِي نَزَفَـا
فَأَنتَ أَوَّلُ مَن فِي جِلدِهِ ارتَجَفَا
مَا أَنتَ أَوَّلُ مَن يَسعَى لِيَخذُلَهَا
وَلَستَ آخِرَ خَوَّانٍ وَمَا اعتَرَفَـا
وَإِن تَبَاكَى وَسَيلُ الدَّمعِ يَذرِفُهُ
فَلَيسَ يُجدِيهِ مِن دَمْعٍ وَمَا ذَرَفَا
كَمْ خَائِرٍ قَبلُ وَاهتَزَّت فَرَائِصُهُ
فَمَا نَجَا مِن رَزَايَا عَاصِفٍ عَصَفَا
مِنَ القَوَاعِدِ كَمْ مَرَّت جَحَافِلُنَا
بِهِ .. فَمَا قَامَ مِن نَومٍ وَمَا وَقَفَا
وَمَا أَجَابَ نِدَاءً لِلَّتِي صَرَخَت !
فَقَامَ مُعتَصِمًا يَحمِي لَهَا شَرَفَا
عَطشَى فَمَا سُقِيَت مَاءً وَقَد مُنِعَت
سُقيَا الحُسَينِ بِغَدرٍ بَعدُ مَا اختَلَفَا
عَزَّ النَّصِيرُ .. فَمَا هَانَت وَعِزَّتُهَـا
فَوقَ الَّذِي يَرتَجِي عَادٍ بِمَا اقتَرَفَا
وَمَا استَجَابَ لِثَأْرٍ حَانَ مَطلَبُهُ
وَمَا رَمَى بِيَمِينِ الحَقِّ فَانتَصَفَا
هِى العُرُوبَةُ تَحمِي ظَهرَنَا نُطَفٌ
أَبِيَّةٌ .. يَحتَمِي فِيهَا فَمَا انكَشَفَا
بَنُو العُرُوبَةِ .. وَالتَّارِيخُ شَاهِدُهُمْ
دَربُ المُرُوءَةِ مَسعَاهُمْ وَأَهلُ وَفَا
مَن أَنتَ أَبطَالُنَا فِي صَدرِ مَلحَمَةٍ
مِنَ الجِهَادِ ارتَقَوا فِي ظِلِّهِ الغُرَفَا
رَغمَ الحِصَارِ وَآثَارِ الدَّمَار مَضَوا
اللهُ أَكبَرُ شَقَت صَدرَ مَن قَصَفَا
العُذرُ مِنَّا صَلاحَ الدِّينِ مَن خَنَعُوا
مَاتُوا جَمِيعًا وَنَنعَى لِلبِلَى خَلَفَا
كَمْ أَلفِ طَنٍّ مِن النِيرَانِ تَقصِفُهَا
لِـ ( غَزَّةَ ) اللهُ يَحمِي أَهلَهَا وَكَفَى
فَمَا أَقُولُ لِـ ( رَبِّي ) حِينَ يَسأَلُنِي
وَمَا اعتِذَارِي وَلَمْ أَهْلِك لَهَا أَسَفَا