مقالات

د. أبو محمود نائل يكتب: تعبتم من متابعة غزة وأخبارها؟

تعالوا نجدد داعي الإيمان فينا حتى لا نفتر عن الثغر الواجب، والرباط المتعيّن، والنصرة اللازمة.

قال ﷺ «موقفُ ساعةٍ في سبيلِ اللهِ خيرٌ من قيامِ ليلةِ القدرِ عندَ الحَجرِ الأسوَدِ»

فإخوانكم الآن في أعظم الأماكن، وأجلّ الأوقات، وأشرف العبادات، وهم ذروة سنام الأمة المحمدية.

عظمت قضيتهم في نفوسهم فهان معها وأمامها كل قضية هامشية!!

ينهشهم الجوع والعطش وقلة الدواء لدرجة أنّ مَنْ يجرح منهم جرحاً فهو في حكم الميْت حتى يأذن الله، ورغم ذلك كلّه لم يقنتوا ولم ييأسوا ولم يتراجعوا..

الآن يفترسهم «البرد الشديد المميت»، وينال من قلوبهم «ألم الفقد والفراق مع كل إغارة في كل ثانية» ورغم ذلك لم يتسخطوا، ولم يتبرموا.

يقيسون أمور دنياهم بميزان الآخرة، يرون الدنيا دار ممر لا مستقر، وأنهم راحلون على كل حال، فترفعوا عن دنيا الناس، وتزودوا منها ليوم الحساب،

فاحتسبوا ذلك كله في سبيل الله ليكون لهم زاداً بين يدي الله يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، فهم في رضا عن الله ولو بقي لهم من دنيا الناس مجرد سويعات فقط.

لعلك الآن أدركت حقيقة موقفنا، وعلمت أننا بهذا الميزان الرباني في خير كثير، وفضل كبير، وإن مستنا البأساء والضراء والزلزلة،

وأنّ العاقل الحصيف هو الذي لا يرغب عن مقامنا وإنما يرغب فيه ويسعى إليه.

فإنْ كنت أدركت هذه الحقيقة فلا تترك الجبل، ولا تبرح المكان.

أيتقدم إخوانك لمصائرهم تحت كل هذه الأهوال، وتتقاعس أنت عن نشر قضيتهم وأنت في أهلك ومالك وبيتكم معافىً سليمٌ آمن؟

لا تنس أبداً إخوانك واحبس نفسك عند ثغرهم، واجعل بين عينيك بشارة النبي ﷺ فيك وفي أمثالك

«إنَّ بالمَدِينَةِ لَرِجَالًا ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إلَّا كَانُوا معكُمْ؛ حَبَسَهُمُ المَرَضُ. وفي رواية: إلَّا شَرِكُوكُمْ في الأجْرِ»

نحبكم في الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights