د. أحمد زايد يكتب: خطاب إلى علماء الأمة وقيادات العمل الإسلامي (1)

هذه رسالة أكتبها من كل قلبي إلى الهيئات العلمائية أولا، وقيادات الحركات الإسلامية بكافة تياراتها (عدا علماء السلطان والمداخلة فهؤلاء منافقون أموات).

أما العلماء:

فأجزم بأن علماء العصر قاطبة مدينون لأمة الإسلام بأمرين:

أولا: بالاعتذار

ثانيا: بالتصحيح

– أما الاعتذار فاعتذار عن قيادة الأمة بفقه مرتعش أسهم في أدخال الأمة تحت سلطان نظام عالمي كافر مجرم.

هذا الفقه لم يلب تطلعات الأمة ولم يحقق لها مصالحها الكبرى.

– وأما التصحيح فلابد من التصحيح الفوري العام والشامل للمسار الخطأ الذي ما زلنا نسير فيه.

نريد الإسلام القوي الحاسم، لا الفقه المرتعش وسط ذئاب بشرية لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية.

وصدق الله

«فقاتلوا أئمة الكفر».

وأما قيادات العمل الإسلامي

فقد وقعوا في ثلاث خطايا:

– التفرق وعدم التواصل والتنسيق فيما بين تلك التيارات على الأقل في الأهداف العامة والمشتركة.

-تدجين الأتباع بقبول الواقع المحلي والعالمي ومحاولة الإصلاح لمنظومة تقوم في فلسفتها على الكفر والعمالة والخيانة.

– الوقوف موقف الخصام والقطيعة من التيارات الجهادية والنظر إليها نظرة ظالمة غير منصفة (لا تدخل داعش في المقصود).

أيها العلماء والقادة الإسلاميون

هذه فرصة سانحة ولحظة حاسمة للمراجعة والتصحيح قبل فوات الأوان.

وابتدئ مقالي وندائي الأول هذا بقل نص لكاتب غيور هو بعينه ما أردت قوله، يقول صاحبه:

أعطوني حقيقةً واحدةً جَلَّتها غزوةُ طوفان الأقصى المباركة لَم يَكن المجاهدون خلال العقود المنصرمة ينادون بها ويَدْعون الأمةَ إليها بدمائِهم!

– طيلة سنواتٍ طويلةٍ خَلت والمجاهدون يُقدّمون الغالي والنفيس ويَجُودون بأنفسِهِم لتَعرف الأمةُ الحقائق التي باتت اليومَ مسَلّماتٍ يتناقلها الشيب والشباب، بل ويُتّهَمُ مَن يعارضُها في ولائِه لأُمَّتِه، بعد أن كان المتَّهمُ مَن ينادِي بها فيما مضى، وأعني المجاهدين وجماعاتِهم، حيث لم يَسلموا من تُهم “التطرف والتشدد والبغي وشق صفوف المسلمين وإشعال الفتن”!

لقد بات المسلمون اليوم يَحملون منهج «الإرهابيين» القرآني؛ ويدافعون عنه، ويؤمنون اليوم بكل ما آمن به «الإرهابيون» في الأمس القريب والبعيد، وهي حقائقٌ شرعيةٌ عرَفها المجاهدون من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولم يبتدعوها من عند أنفسِهِم، حقائقٌ شرعيةٌ أنار الله بها بصائر من جاهد في سبيله لإعلاء راية دينه، فهو سبحانه الذي تكفل بهداية المجاهدين (والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سُبُلنا).

ولنََعْدُد بعضًا من هذه الحقائق التي باتت كالشمس في رابعة النهار لا يجادل فيها إلا جاهلٌ غارقٌ في جهله أو منافق نفاقا اعتقاديا:

1- خيانة الحكام وجيوشِهم الصريحة وأنها لم تُصنَع إلا لحماية دويلة يهود ومصالح الصليبيين في بلادنا، ولتَكون الحائل بيننا وبين كل ما يُرجعُنا إلى ديننا الذي فيه عِزُّنا وسيادتُنا.

2- صنميّة الوطنية والقومية والحدود المصطنعة بين المسلمين، والتي اتضح بما لا يدع مجالا للريب أنها لم تُصنع إلا لزيادة فُرقَة المسلمين وإضعافِهِم، وقَتلًا لمفهوم الأمة الواحدة ذات الشأن بين سائر الأمم.

3- الإيمان بأن الحل الوحيد في الجهاد والقتال والبأس والقوة، وأنه لا يَردُّ عادية الكافرين والمرتدين ويردعُهُم إلا السيف والجهاد والجِلَاد والاستشهاد.

4- الكفر بالحلول السلمية جميعِها؛ من الديمقراطية والانتخابات إلى المظاهرات، وأنها ليست إلا وهمًا صنعه الغرب الكافر لإبعاد المسلمين عن سبيل الجهاد والقتال الذي أمرَهُم الله به.

5- زيف الحضارة الغربية المزعومة وظهور حقدها على الإسلام والمسلمين، وأن هذه الحضارة الشيطانية تأكل صنم عجوة مبادئها المكذوبة إن تعلّق الأمر بحقوق المسلمين، فحقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق حرية التعبير وغيرها من الحقوق الموهومة تصبح سرابا بقيعةٍ مع المسلمين.

6- أمريكا الصليبية هي رأس الشرور في العالم والشيطان الأكبر، وضعفُها وانكسارُها بداية تحرر المسلمين، وأنها التي تمنع انهيار نظام دويلة يهود والأنظمة العربية العلمانية الوظيفية على حدٍّ سواء، لأن هذه الأنظمة الطاغوتية هي أدوات أمريكا في بلاد المسلمين لتركيعهم وإذلالهم.

7- خيانة الرافضة وغدرِهِم وانكشاف كذب ادعاء مقاومة احتلال فلسطين، وأن قضية فلسطين بالنسبة للشيعة الرافضة ليست سوى وسيلةٍ يستغلونها لتمرير مشاريعهم التوسعية في بلاد المسلمين، ولنشر دينِهم الرافضي الشركي.

8- غياب الحكم بالشريعة الإسلامية هو أكبر وأبرز أسباب انحطاط المسلمين، وأن القوانين الوضعية والدساتير العلمانية أوجدها الغرب وعملاؤه في بلادنا لسلخنا عن شريعة ربنا ونشر الفساد بين شبابنا، في حين أن هذه القوانين الوضعيّة الوضِيعة المحلية والدولية لا تُطبق على الطواغيت المجرمين وأنظمتِهِم وجيوشِهم.

9- انفضاح علماء السوء الذين حرّفوا الدين وشرْع رب العالمين لتطويع المسلمين إلى الحكام الطواغيت الخونة، وجعلِهِم جنودا في جيوش الأنظمة العلمانية؛ التي هي صناعةٌ غربية صليبية، مما يعني أن دور علماء السوء هو تطويع الأمة للكافرين باسم الدين.

10- أكذوبة التفرقة بين المدنيين والمسلحين، فهذه شريعةٌ شرعتها الأمم الملحدة المتحدة، ولم تطبقها إلا على شعوبِها، فإن انتصر المسلمون لأنفسهم ومدنييهم سَلّ الغرب سيف “حُرمة دماء المدنيين”، وإن سَلّوا سيوفَهم ذَبحوا المسلمين جميعا، المدنيون قبل المسلحين، ولم يَرحموا طفلًا ولا امرأةً ولا عاجزًا ولا مريضًا ولا كهلًا.)) انتهى.

أقول

أيها العلماء ويا قادة العمل الإسلامي وبالأخص قيادة الإخوان المسلمين

هذه عشرة كاملة وبقيت عشرون مثلها أرجو أن تكون هذه المقالة وأخواتها اللاحقات غدا وبعد غد إن شاء الله محل تفكير ومراجعة وتوبة ومناقشة واسعة وتصحيح.

د. أحمد زايد

أستاذ بجامعة الأزهر.

د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights