د. أحمد زايد يكتب:  واجب الوالدين في حماية خصائص الأولاد رجولة وأنوثة

حرص الإسلام على حفظ خصائص كل جنس من البشر، وذلك ليصلح كل جنس للقيام بمهمته التي خلقه الله من أجلها، فالرجل له مهام ووظائف لا يصلح لها إلا بتلك الخصائص النفسية والجسمية التي خلقه الله تعالى عليها، وكذلك المرأة في تركيبتها الجسمية والنفسية لها مهمة تختلف اختلافا كبيرا عن مهام الرجل.

ومن هنا تكون محاولة التخلص من هذه الخصائص أو تغيير بعضها أو حتى مجرد تشبه جنس بالآخر في خصائصه كبيرة تستحق اللعن من الله تعالى.

وهذا الوجه الذي تقرر في الإسلام من وجوه الإعجاز التشريعي، وصورة من الإحكام الإلهي فيما قرر من أحكام وتشريعات، ونحتاج إلى تثبيتها والوعي بها والتربية عليها  في ظل هذه الموجة العالمية للشذوذ والمثلية الجنسية والتحولات الجندرية، ثم ما ورد إلى ساحاتنا من أفكار نسوية وغير ذلك.

واجب الإباء والأمهات يتضاعف في هذا الزمان في هذا السياق يكون من اللازم على كل ولي أمر أن يجعل من مهامه التربوية لأولاده أن يربي (الذكور) على الرجولة التامة والخشونة والشجاعة والقوة من خلال المتابعة التربوية والتوجيهات والممارسات التي تنمي فيه الرجولة وتحافظ على خصائصها في شخصيته.

وتحرص الأمهات والآباء كذلك على تربية (البنات) على كامل الأنوثة حتى تكون زوجة وأماً صالحة تحتاج تلك الأنوثة الكاملة التامة.

ومن المفيد قراءة النصوص الآتية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء”. وفي رواية: «لعن الله الرجلة من النساء»، وفي رواية قال: «لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء.

وذلك لأن التشبه هو طريق تغيير الخصائص، وتغيير الخصائص هو من خطط الشيطان في إضلال الإنسان فقد قال الله تعالى ذاكر قول الشيطان اللعين:

{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ  وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} ( النساء ).

وقد أورد الطبري جملة من أقوال السلف في تفسير معنى التغيير ألخصها هنا

1- عن الحسن في قوله: {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}، قال: الوشْم.

2- سأل رجل الحسنَ: ما تقول في امرأة قَشَرت وجهها؟ قال: ما لها، لعنها الله! غَيَّرت خلقَ الله”.

3- عن عبد الله قال: لعن الله الوَاشِرَات والمُسْتَوْشِمَات والمُتَنَمِّصات والمُتَفَلِّجات للحسن المغِّيرات خلق الله.

4- ومن التغيير كذلك خصاء الحيوان. وغير ذلك

د. أحمد زايد

أستاذ مشارك في كلِّيتي الشريعة بقطر، وأصول الدين بالأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights