مقالات

د. أحمد زكريا يكتب: الدروز قنبلة موقوتة!

طفت مشكلة الأقلية الدرزية على السطح بقوة، وأصبحت شوكة في جنب الدولة السورية الجديدة، فمن هم؟!

يعيش الدروز في عدة بلدان مختلفة، تفصلهم حدود مرسومة بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، والدروز يمكن وصفهم بمجموعة دينية وعرقية فريدة من نوعها، حيث يعود تاريخ تقاليدهم إلى القرن الحادي عشر وتتضمن عناصر دينهم ملامح من الإسلام والهندوسية وحتى الفلسفة اليونانية الكلاسيكية، واليوم يعيش أكثر من مليون درزي في المنطقة، بالنظر إلى الدولة الصهيونية على وجه التحديد فإن المجتمع الدرزي يشكل أقلية متماسكة ونشطة في الحياة العامة، وبالرغم من أن قسمًا كبيرًا من البالغين الدروز ــــــ رجالاً ونساءً ــــ يخدمون في الجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية والوكالات الحكومية، إلا أن أقلية الدروز تعاني من التهميش وفقدان كثيرٍ من الحقوق التي يتمتع بها غيرهم من المستوطنين اليهود، وقد تكشّفت مشاكلهم أكثر وسُلِّطَ الضوء عليها في ظل الحرب الصهيونية الغاشمة على قطاع غزة فأي أبعاد لهذه المشكلات؟، وأي انعكاسات قد تطرأ نتيجةً لها؟

من هم الدروز؟

الدروز هم أقلية عرقية ودينية ناطقة باللغة العربية، ويعيشون تقليديًا في المناطق الجبلية في سوريا ولبنان وشمال الدولة الصهيونية “إسرائيل” وشمال الأردن، ويتبعون عقيدة تعدّ فرعًا من الشيعة الإسماعيلية، ولا يعتبر الدروز مذهب التوحيد كمذهب إسلامي، بل يرون أن مذهب التوحيد الدرزي ديانة مستقلة عن الإسلام وأنها قائمة بحد ذاتها، وعلى الرغم من أن أفرادها أقلية صغيرة من ناحية العدد، إلا أنهم لعبوا أدوارًا بارزة في السياسة الداخلية لكل بلد مع الحفاظ بهدوء على هويتهم الثقافية الخاصة في مناطقهم.

نادرًا ما يتزوج الدروز من خارج دينهم، فمنذ تأسيس تلك الطائفة في القرن الحادي عشر، تم إغلاق التحول إلى الدرزية رسميًا أمام الغرباء وتم حظر التبشير، ومنذ ذلك الحظر استمر السكان الدروز في الوجود فقط على أساس استمرار أجيالهم السابقة، ويركز الدروز بشدة على الفلسفة ونقاء الطائفة، ولا توجد لديهم أيام مقدسة محددة أو صلوات منتظمة أو التزامات للحج، إذ على حد زعمهم فإنه من المفترض أن يكون الدروز مرتبطين بالله في جميع الأوقات، يؤمن الدروز بعدد محدد من الأنبياء؛ منهم: شعيب وموسى وعيسى ومحمد، كما يحظى العديد من الفلاسفة باحترام كبير من قبل الدروز، وعلى رأسهم سقراط وأفلاطون وأرسطو والإسكندر الأكبر.

سمير زعقوق

كاتب صحفي وباحث في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى