الأحد أكتوبر 6, 2024
مقالات

د أحمد زكريا يكتب: عام هجري جديد.. بين واقع مر وغد مشرق

مشاركة:

مع كل عام جديد يحدونا الأمل في غد مشرق ومستقبل أفضل لديننا ودعوتنا ودنيانا.. فينبغي على العاقل ألا يستقل ما فيه من نعم.. بل ينبغي أن يعظم النعمة غاية التعظيم.. وأن يبذل الوسع في شكر الموجود إذا كان جادا ً في طلب المفقود.. فبهذا.. وبهذا فقط يغير الله الأحوال.

فقد قال سبحانه وهو أصدق القائلين:

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} إبراهيم (7)

فمنذ ساعات قليلة بدأ عام 1446.. وهكذا تمر الأعوام والسنون.. والعاقل من يغتنم الأيام ويعرف حقيقة الدنيا.

فكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

«ارتحلت الدنيا مدبرة.. وارتحلت الآخرة مقبلة.. ولكل منهما بنون.. فكونوا من أبناء الآخرة.. ولا تكونوا من أبناء الدنيا.. فإن اليوم عمل ولا حساب.. وغداً حساب ولا عمل» أخرجه البخاري.

عام كامل تصرمت أيامه وتفرقت أوصاله.. وقد حوي بين جنبيه حِكماً وعبراً وأحداثاً وعظات

فكم شقي فيه من أناس؟

وكم سعد فيه من آخرين؟

وكم من طفل قد تيتم؟

وكم من امرأة قد ترملت؟

وكم من متأهل قد تأيم؟

كم من مريض قوم قد تعافى.. وسليم قوم في التراب قد توارى؟

كم من أهل بيت يشيعون ميتهم.. وآخرون يزفون عروسهم.. دار تفرح بمولود.. وأخرى تعزى بمفقود.

فسبحان الله ما أحكم تدبيره.. يعز من يشاء ويذل من يشاء.. يعطي من يشاء بفضله ويمنع من يشاء بعدله.. وربك يخلق ما يشاء ويختار أمور تترى.. فسبحانه القائل:

{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} الرحمن (29).

فقد فسَّر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية بقوله:

«يغفرُ ذنبًا.. ويكشفُ كربًا.. ويرفع قومًا.. ويضع آخرين» رواه ابن ماجه.

نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس

وعلى العاقل أن يتيقظ ويستفيد من عمره.. فلا يضيعه في السفاسف.. فضلا ً عن الذنوب والمعاصي والآثام.. فإن مضاء العمر إيذان باقتراب الأجل والعرض على الله.. فكم من عزيز لدينا فقدناه.. وكم من حبيب أقعده المرض.

فلابد أن تتحول كل المقاصد إلى المقصد الأسمى.. وهو المقصد الأخروي.. فالفرح بقطع الأيام والأعوام دون اعتبار وحساب لما كان فيها .. ويكون بعدها هو من البيع المغبون.

إنا لنفرح بالأيام نقطعهــــا وكل يوم مضـى يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً فإنما الربح والخسران في العمـل

Please follow and like us:
د. أحمد زكريا
كاتب وباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *