د. أحمد زكريا يكتب: قضية التحكيم بين «علي ومعاوية».. رؤية معاصرة
مقدمة لابد منها:
إن تاريخنا الإسلامي العريق يحتاج إلى مراجعة وتحقيق لكثير من أحداثه،والتي تلقاها المسلمون بالقبول،وهي أبعد ما يكون عن الصحة التاريخية،وتسبب ذلك في تشويه سيرة الكثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولك أن تنظر إلى نموذج واحد من هذه النماذج التاريخية والتي استفاضت شهرة حتى أصبحت من المسلمات التاريخية،في الوقت الذي نجد فيه هذه القصة لا تثبت أمام النقد والتحقيق التاريخي،بل هي باطلة أشد البطلان.
فلمصلحة من تشويه وجه هذه الأمة؟
ولمصلحة من الإساءة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ولك أن تراجع كتاب «السيرة النبوية للصف الثاني بالمرحلة الإعدادية، الجزء الثاني»، وذلك بالأزهر الشريف،ص93)، حيث يقول مؤلفا الكتاب اختار أهل الشام «عمرو بن العاص» نائبا عن معاوية، واختار أصحاب علي «أبا موسى الأشعري» نائبا عن علي، واجتمع المفوضون من الفريقين، واستدرج يخلع كل الأشعري -بهذا اللفظ- واتفق معه على أن يخلع كل منهما عليا ومعاوية حتى إذا أعلن أبو موسى خلعهما، قام بعده عمرو فخلع عليا وثبت معاوية، وانتهى التحكيم بهذه الطريقة التي أعطت الفرصة لجند الشام بالدعوة بالخلافة إلى معاوية ،وبعدها أخذ نجم معاوية يعلو بين قومه) انتهى بتصرف يسير يعين على فهم النص لوجود أخطاء مطبعية في الكتاب.
وهذه القصة كانت تُدرس في كتاب «الدراسات الاجتماعية» «معالم التاريخ الإسلامي» (ص89) المقرر على الصف الثاني الإعدادي في التعليم العام والمعاهد الأزهرية .
وذكرت فيه القصة ومن جملها الجملة الآتية: إن عمرو بن العاص خدع الحاضرين وقال: أنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية فاحتج «أبو موسى» على هذا الغدر والمكيدة. آه.
وكذلك ذكر هذه القصة المؤرخ ابن سعد ونقل عنه السيوطي: أن عليا رضي الله عنه بويع بالخلافة الغد من قتل عثمان رضي الله عنه بالمدينة فبايعه جميع من كان بها من الصحابة رضي الله عنهم ويقال إن طلحة والزبير بايعا كارهين غير طائعين ثم خرجا إلى مكة وعائشة رضي الله عنها بها فأخذاها وخرجا بها إلى البصرة يطالبون بدم عثمان وبلغ ذلك عليا فخرج إلى العراق فلقي بالبصرة طلحة والزبير وعائشة ومن معهم وهي وقعة الجمل وكانت في جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين وقتل بها طلحة والزبير وغيرهما وبلغت القتلى ثلاثة عشر ألفا وأقام علي بالبصرة خمس عشرة ليلة ثم انصرف إلى الكوفة ثم خرج عليه معاوية بن أبي سفيان ومن معه بالشام فبلغ عليا فسار إليه فالتقوا بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين ودام القتل بها أياما فرفع أهل الشام المصاحف يدعون إلى ما فيها مكيدة من عمرو بن العاص فكره الناس الحرب وتداعوا إلى الصلح وحكموا الحكمين فحكم علي أبا موسى الأشعري وحكم معاوية عمرو بن العاص وكتبوا بينهم كتابا على أن يوافوا رأس الحول بأذرح فينظروا في أمر الأمة فافترق الناس ورجع معاوية إلى الشام وعلي إلى الكوفة فخرجت عليه الخوارج من أصحابه ومن كان معه وقالوا لا حكم إلا لله وعسكروا بحر وراء فبعث إليهم بن عباس فخاصمهم وحجهم فرجع منهم قوم كثير وثبت قوم وساروا إلى النهروان فعرضوا للسبيل فسار إليهم علي فقتلهم بالنهروان وقتل منهم ذا الثدية وذلك سنة ثمان وثلاثين واجتمع الناس بأذرح في شعبان من هذه السنة وحضرها سعدا بن أبي وقاص وبن عمر وغيرهما من الصحابة فقدم عمرو أبا موسى الأشعري مكيدة منه فتكلم فخلع عليا وتكلم عمرو فأقر معاوية وبايع له فتفرق الناس على هذا وصار علي في خلاف من أصحابه حتى صار يعض على إصبعه ويقول أعصى ويطاع معاوية وانتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن ملجم المرادي والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير التميمي فاجتمعوا بمكة .
هذا كلام بن سعد وقد أحسن في تلخيصه هذه الوقائع ولم يوسع فيها الكلام كما صنع غيره لأن هذا هو اللائق بهذا المقام، فقد قال صلى الله عليه و سلم: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا و إذا ذكرت النجوم فأمسكوا و إذا ذكر القدر فأمسكوا».
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 545 في صحيح الجامع.
إلا أن ابن سعد ككثيرين وقعوا في نفس الخطأ التاريخي، وأي إساءة أكبر من اتهام أصحاب النبي بالتغفيل تارة، وبالخداع تارة أخرى، وكذلك ذكر الروايات بطولها الطبري رحمه الله في تاريخه، وذكرها صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داوود.
والسؤال المطروح: هل خبر القصة المطولة التي نقلها صاحب العون في قضية التحكيم بين علي و معاوية رضي الله عنهما صحيحة؛ حيث ذكر أنه حصلت مكيدة من عمرو بن العاص؟
الجواب: قضية المكيدة أو الذي قيل إنه حصل بين أبي موسى الأشعري وهو من جانب علي رضي الله عنه، وبين عمرو بن العاص وهو من جانب معاوية رضي الله تعالى عنه، وأنهما اتفقا على أن كلاً منهما يخلع صاحبه، وأن عمرو بن العاص طلب من أبي موسى أن يبدأ، فبدأ فخلع علياً ، ثم إن عمرو بن العاص لم يخلع معاوية ، هذا كلام غير صحيح، وقد ذكر ابن العربي بطلانه في العواصم من القواصم، وهو لا يليق بالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، إذ كيف يتفقان على شيء فيتقدم أحدهما لتنفيذ ما اتفقا عليه ويغدر الآخر فلا يفعل ذلك؟!
وإليك تحقيق الرواية من جهة السند:
فقد ساق ابن جرير الطبري كل روايات معركة صفين عن أبي مخنف لوط بن يحي إلا روايتين .
وقد قال يحي بن معين عن أبي مخنف ليس بثقة، وقال مرة: (ليس بشيء)، وقال أبو حاتم متروك الحديث) ،وقال الدار قطني ضعيف، وقال الذهبي ساقط، إلي آخر أقوالهم.
ولذا فلا يلتفت إلي رواياته التي أوردها الطبري خاصة أن أكثرها عنه من غير إسناد.
أما الروايتان اللتان ذكرهما ابن جرير عن غير أبي مخنف:
فالرواية الأولي جاءت عن أبي بكر الهذلي الذي قال عنه ابن حجر إخباري متروك الحديث).
وتبقي الرواية الثانية التي جاءت عن الزهري. وهي أصح ما أورده الطبري في هذا الباب ،وهي تتحدث عن نهاية المعركة جاء فيها:
قال صعصعة بن صوحان يوم صفين حين رأي الناس يتبارون: ألا اسمعوا واعقلوا, تعلمن والله لئن ظهر علي ليكونن مثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , وإن ظهر معاوية لا يقر لقائل بقول حق .
قال الزهري: فأصبح أهل الشام قد نشروا مصاحفهم ودعوا إلي ما فيها فهاب أهل العراقيين فعند ذلك حكموا الحكمين فاختار أهل العراق أبا موسي الأشعري واختار أهل الشام عمرو بن العاص فتفرق أهل صفين حين حكم الحكمان فاشترط أن يرفع ما رفع القرآن ويخفض ما خفض القران , وأن يختار لأمة محمد وأنهما يجتمعان بدومة الجندل فلما انصرف علي، خالفت الحرورية وخرجت وكان ذلك أول ما ظهرت فآذنوه بالحرب وردوا عليه: لا حكم إلا لله , وقالوا إنه حكم بني آدم في حكم الله عز وجل (تاريخ الطبري 5/57)
وقد روي الإمام أحمد عن حبيب بن أبي ثابت قال: أتيت أبا وائل في مسجد أهله أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي بالنهر وان فيم استجابوا له وفيم فارقو..ه قال:
كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل، فقال عمرو بن العاص لمعاوية [أرسل إلي علي بمصحف فادعه] إلي كتاب الله فإنه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب الله (ألم تر إلي الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلي كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون).
فقال علي: نعم أنا أولي بذلك بيننا وبينكم كتاب الله (مسند أحمد 3/485)، ورجاله رجال الصحيح.
وأحب أن أؤكد على ثبوت قضية التحكيم كحقيقة تاريخية، ولكن الذي نؤكد على نفيه ما تناقلته الروايات المريضة المعلولة من خداع عمرو بن العاص لأبي موسى -رضي الله عن الجميع-.
نقد المتن:
إن الدارس لسيرة الصحابيين الجليلين أبي موسى وعمرو بن العاص، ليرفض بكل قوة هذا الكذب الصراح، والذي يصور صحابة النبي بقوم لا خلاق لهم ،فهم بين الغفلة والبلاهة، أو الكذب والخداع، وكلاهما مر، فهل يرضى الله لصحبة نبيه قوما بهذه الصفات، والتي يأنف أقل الناس من وصفه بها، فكيف نرضى لسادتنا وأصحاب نبينا الذين رضي الله عنهم، ورضي عنهم رسوله صلى الله عليه وسلم، بهذه الأوصاف.
فلا مجال أبدا، لزعم قسم من المؤرخين، أن أبا موسى كان مغفلا لا علم له بالسياسة، لذلك غدر به عمرو بن العاص، فقد كانت القضية مكشوفة للغاية وليست معقدة، كما أنه كان يعرف عمرو بن العاص ويعرف دهاءه، ولم يكن يجهل مكانه ومكانته، ولكن أبا موسى كان يريد الله بكل أعماله، وكان يرى أن إيقاف الاقتتال بين المسلمين ووضع حد لنزيف دماء المسلمين بأيديهم لا بأيدي أعدائهم، أهم بكثير من مصير رجلين من المسلمين، هما: علي ومعاوية. لقد كان يعتقد أن مصير الإسلام والمسلمين، أهم بكثير من مصير شخصين، وأن المصلحة العامة للإسلام والمسلمين، أهم بكثير من المصلحة الشخصية، ولو كان غير عمرو بن العاص معه في التحكيم، لما تبدل موقفه، فهذا هو موقفه الذي لم يفرضه عليه عمرو ولا غيره، بل فرضه عليه إيمانه الراسخ بتعاليم الإسلام، وحرصه الشديد على اتباع التعاليم نصا وروحا، حتى ولو لحق الضرر بمصالحه الشخصية، فخسر منصبه، وخسر مكانته، وخسر حتى متاعه الذي نهبه الناس ، ولكنه ربح نفسه ، ولا يمكن أن تعتبر الخسارة المادية إلى جانب الخسارة المعنوية عند أصحاب المبادئ والمثل العليا شيئا مذكورا.
إن دراسة حياة هذا الصحابي الجليل بإمعان، تؤكد أنه لم يكن مغفلا وتنفي عنه الغفلة نفيا قاطعا، وإلا لما ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان، ولولا موقفه من الفتنة لما تخلى عن الاستعانة بكفايته علي أيضا، ولما اختاره أهل الكوفة لولاية مصرهم في عهد عثمان حين بدأت بوادر الفتنة، ولكنه كان رجلا ورعا تقيا سمح النفس رضي الخلق، لا يبيع دينه بدنياه، ولا يفرط بمصلحة المسلمين من أجل مصلحته.
هذا عن أبي موسى القائد المحنك الورع، وفضله معلوم، فماذا عن عمرو بن العاص استمع بقلبك إلى
هذه القصة الصحيحة في موت الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه،لتعلم فضله وإيمانه وبعده كل البعد عن هذا الافتراء والكذب الذي هو من صنع الرافضة ومن سار في ركابهم سواء بحسن نية أ وبغيرها.
فقد ثبت في «صحيح مسلم» (ح192)-كتاب الإيمان- باب «الإسلام يهدم ما قبله وكذا الحج والهجرة» من حديث ابن شماسة المَهْري قال: «حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت، فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار فجعل ابنُه يقول: يا أبتاه، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما نُعِد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إني قد كنت على أطباق ثلاثٍ: لقد رأيتني وما أحدٌ أشدّ بغضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مُت على تلك الحال لكنت من أهل النار.
فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه قال: فقبضت يدي، قال: «ما لك يا عمرو؟» قال: قلت: أردتُ أن أشترط. قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يُغْفَر لي. قال: «أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله».
وما كان أحد أحبّ إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أُطيق أن أملأَ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصفه ما أطَقْتُ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مُت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة، ثم وَلِينَا أشياءَ ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مُت فلا تَصْحَبْني نائحةٌ، ولا نارٌ، فإذا دفنتموني فشنوا عليَّ التراب شنًا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تُنحر جزور ويُقسم لَحْمُها حتى أسْتَأْنِسَ بكم، وأنظر ماذا أراجع رسلَ ربي. اهـ.
ويقول الشيخ علي حشيش المحدث المعروف بعد أن ذكر هذا الحديث الصحيح في فضل عمرو بن العاص: هذا ما صح في قصة احتضار الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه والذي شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه مؤمن.
من هذا البحث يتبين افتراء الرافضة على الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، ولقد بيَّنا من قبل الافتراء عليه أيضًا في «قصة ابن الأكرمين» سلسلة تحذير الداعية رقم {13}، ولا زال الافتراء عليه بالقصص الواهية التي هي من صناعة الرافضة، تلك القصص التي سنبين للقارئ في بحوث علمية بأنها كذب مختلق مصنوع، خاصة قصة التحكيم التي اشتهرت وانتشرت والتي هي من وضع الرافضة، وتصف الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه بالغدر والخداع، وإن تعجب فعجب أن هذه القصة تُدرس هذا العام في كتاب «الدراسات الاجتماعية» «معالم التاريخ الإسلامي» (ص89) المقرر على الصف الثاني الإعدادي في التعليم العام والمعاهد الأزهرية (2002- 2003)، وذكرت فيه القصة ومن جملها الجملة الآتية (إن عمرو بن العاص خدع الحاضرين وقال: أنا أخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية فاحتج «أبو موسى» على هذا الغدر والمكيدة). اهـ.
وقدتبين لنا مما تقدم -على إيجاز- براءة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الكذب والافتراء، وأن قصة خداع عمرو لأبي موسى ساقطة واهية، وتبين ذلك من أسانيدها المعلولة -وإن تناقله كثيرون من الإخباريين- لأن كثيرا منهم كانوا كحاطب ليل، وبعضهم انشغل بجمع المادة التاريخية دون تحقيق وتمحيص للروايات، وإذا تتبعنا كل طرق الرواية نجد أن الكل ينقل عن الطبري في تاريخه، وهو لم يشترط رواية الصحيح فقط في تاريخه بل كان يجمع كل الروايات،ويبقى دور المحققين لإظهار الغث من السمين،لأن الأمر دين، وللأسف فإن هناك روايات كثيرة تحتاج لتحقيق،وهي تمس حرمة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعل الله ييسر لنا ما يذب عن أصحاب نبينا حسبة لله وحبا في رسوله صلى الله عليه وسلم ،ولعل من أبرز هذه الروايات المريضة قصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة، ولعلها تكون موضوع مقال قادم إن أذن الله وقدر.
ولعلي أختم مقالي بهذا القدر، ولكن على وعد بحديث مهم عن أهمية توقير الصحابة وعدم الإساءة إليهم، لأن توقيرهم من توقير النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أصحابه الذين شربوا منه، مع اعترافنا ببشريتهم إلا أنهم كانوا خير البشر -رضي الله عنهم أجمعين-.