السبت مايو 4, 2024
مقالات

د. أحمد زكريا يكتب: من بركات طوفان الأقصى (٣)

من أعظم البركات أنه أعاد لكلمة «الجهاد» رونقها. فعَبْرَ العقود الماضية تم تنميط كلمة «جهاد» و«مجاهدين» ووصفُ من يتكلم بمفاهميها بأنه «جهادي» بتأطير سلبي يعزله عن مجموع الأمة، وكأن الحديث عن الجهاد هو حديثٌ عن مفهوم طارئ دخيل ظهر في العصور المتأخرة! لا حديثٌ عن فرضٍ مركزي في الإسلام يمثل ذروة سنامه وحياة الأمة وقوامها ووسيلته العظمى -مع الدعوة- لإخراج البشرية من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده.

جاء طوفان الأقصى، وقبْلَه أحداث مهَّدتْ أيضاً، فأعادت مصطلح «الجهاد» و«المجاهدين» لألسُن الناس وردَّتْ إليه رونقه في قلوبهم، خاصة وأن العدو صريح واضح لا يُختلف على عداوته، ولا يهدر فيه المجاهدون دماء معصومة.

هناك نماذج أخرى مشرقة لكنها شُوهت. وهذه المرة لم يستطع الإعلام العربي الرسمي تشويه هذا النموذج.

صحيحٌ أنه لا زال كثيرون يستخدمون مصطلح «المقاومة»، وهو وصفٌ ناقص لا يليق كبديل عن مصطلح «الجهاد» القرآني النبوي، لكن المصطلح القرآني بعد يعود بقوة، ويظهر في خطابات المجاهدين بوضوح.

وهذه إحدى بركات طوفان الأقصى-طوفان العزة الكثيرة، التي لا يفقهها المخاذيل.

نسأل الله أن يحفظ هذا الجهاد ويفتح للمسلمين أبواب الانضمام إليه، وأن يُخلصه له سبحانه، ولا تشوبه شائبة من وطنية ولا مشاريع دخيلة، لتكون كلمة الله هي العليا، وشريعته هي التي تحف البشرية بحقها وعدلها ورحمتها

Please follow and like us:
د. أحمد زكريا
كاتب وباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب