د. أحمد زكريا يكتب: هل نعيش في غير زماننا؟!
نعيش زمناً تسود فيه التناقضات، والمخالفات، والمنكرات وغرائب التصرفات والأخلاق!.
نعيش زمناً ضاعت فيه المبادئ، وتاهت وغرقت في خضم وعمق النفاق وأشكال المجاملات وألوان الكذب!.
نعيش زمناً فقدنا فيه معنى الصدق وجماله، وثقل الأمانة، وحكمة العقل واتزانه!
نعيش زمناً غدت الابتسامة عصية وغريبة على الملامح أن تبديها وترسمها، وعلى الأرواح أن تحملها وتكتسيها!.
نعيش زمناً الصادق غدا فيه كذوباً.. والكاذب غدا فيه صدوقاً!
نعيش زمناً اعتادت النفوس على أشكال المنكر والفساد لتقبله وترضى به وجوداً دون إنكار ورفض، لتظن بعض العقول أنه واقع وحقيقة وأصل التعامل والوجود!.
نعيش زمناً ضاعت فيه جمال الملامح الحقيقية وبراءتها خلف أقنعة تبرج، وعمليات تجميل.. لينسى الإنسان حقيقة ملامحه!.
نعيش زمناً أن يكون الإنسان مؤدباً وخلوقاً مرفوضاً وشاذاً في جموع عديمي الأخلاق والمبادئ!
نعيش زمناً عدمت فيه معاني الرضا والقناعة، ونور الصبر وجماله خلف أطماع ولهث خلف أشكال ملذات!.
نعيش زمناً غابت فيه الشخصية الواثقة، وغدت فيه الشخصيات التابعة والمهزوزة والضعيفة المتحركة والمتواجدة على رأس المجالس والمناصب!.
نعيش زمناً ضعفت فيه الرؤية، وفقدت فيه البصيرة، وضاع فيه الفهم، وغابت الحكمة عن رؤوس الرجال!.
نعيش زمناً غابت فيه معاني الرجولة الحقة، رجولة الموقف، ورجولة الكلمة ورجولة الثقة ورجولة الأمان.
نعيش زمناً غابت فيه الأنوثة والحياء خلف نماذج فارغة، ونماذج تافهة، وملابس كاشفة.. لتكون قدوة لأمهات المستقبل ومربيات الأجيال!.
نعيش زمناً براءة الطفولة غابت خلف هرولة أجيال تتسابق مع غيرها من أجيال، وبراءة روح أطفال تاهت مع أنانية أمهات وآباء!
نعيش زمن المظاهر الزائفة.. والبهرجة الزائدة.. والمبادئ الضائعة!.
نعيش زمناً غدا فيه الإنسان غريباً ووحيداً.. ومتألماً كونه إنسانا بروح إنسان ضمن بشر لا يرون جيدا!، ولا يدركون فهما، ولا يشعرون إحساساً، ولا ينطقون صدقا، ولا يتذكرون وفاء، ولا يقفون احتراماً، ولا يبتسمون حباً، ولا يعرفون معنى الشوق والانتظار والسؤال، ولا يدركون جمال اللحظة وصدق المشاعر ومعنى أن تكون إنسانا..!.